الصورة والاتصال
Volume 3, Numéro 9, Pages 187-198
2014-09-01

سلطة الصورة الرقمية في ظل الإعلام الجديد

الكاتب : جورديخ مليكة .

الملخص

لقد اقتحمت الصور بيوت الناس من غير استئذان، وأضحت الوسيلة التي تهدد خصوصياتهم،ما افرز واقعا آخر لم يتعود عليه الجمهور،فبعدما كان يتعامل مع الصور التلفزيونية،ظهر شكل جديد من الصور التي ينتجها هو و يتلقاها في الوقت نفسه،و هذا راجع إلى تطور التكنولوجيا و سرعة الإنتاج و التوزيع للصورة إضافة إلى انتشار الكاميرات الرقمية و بأثمان رخيصة. إن عالم الصورة أصبح يهيمن على حياتنا اليومية لما يتميز به من إثارة و جاذبية، فالمرئيات الراهنة تميل إلى تفجير الحدث و اختلاقه والمبالغة فيه، فالصور تمثل أسرع الوسائل في إيصال المعلومة، فلا يكاد يخلو خبر،و لن يكون له معنى إذا لم يتم إدراج صور فيه،و على أساس الصورة يتم بناء القصة الخبرية،و لعل المشاهد لن ينسى تلك الصور التي تبثها قنوات العالم لهجوم الطائرات على برجي التجارة العالمي في نيويورك في 11سبتمبر 2001، وصور سقوط صدام في قلب بغداد،وصورة ألقذافي أثناء حصاره،أو صورة مقتل بن لادن،أو صورة ميدان التحرير في مصر لحظة تنحي الرئيس مبارك من الحكم،أو صورة البوعزيزي و هو يحرق نفسه،و غيرها من الصور المثيرة ،فالكل يصور، و الكل ينتج إعلاما يثير جنون المؤسسات الإعلامية. و لعل أهم ما يميز الصورة في عصرنا الحالي هو أننا نستطيع التلاعب بها،فخبر مقتل بن لادن يحتمل أن يكون كاذبا، لأنه قد تكون هذه الصورة مفبركة، فمع التطور الهائل للتكنولوجيات الحديثة أضحى الأمر سهلا، و على هذا الأساس كثر الحديث عن صناعة الصورة في عصر الرقمية التي تستخدم كوسيلة لغاية معينة، فالصور الحقيقية يتم تشريحها، و إعادة صناعتها لتخدم أهدافا معينة، ما يستدعي التعامل معها بحرفية ومهنية من طرف الإعلاميين، و بحذر شديد من طرف الجمهور المستقبل لها، و يعبر عن هذه الفكرة الباحث الفرنسي جون بيار بالب (Jean Pierre balpe (:

الكلمات المفتاحية

سلطة الصورة الرقمية في ظل الإعلام الجديد