Insaniyat
Volume 4, Numéro 2, Pages 11-34
2000-08-30

ظاهرة المهدي المنتظر في المقاومة الجزائرية خلال القرن التاسع عشر و مطلع القرن العشرين

الكاتب : غالم محمد .

الملخص

يتمثل جوهر الحركات المهدية في انتظار تحول شامل و جذري للعالم من وضع قائم يتسم بالظلم و الرذيلة إلى وضع مرتقب تسوده العدالة و السكينة. انتشرت العقيدة المهدية لدى الشعوب التي تؤمن بالديانات السماوية (أهل الكتاب)، ففي التاريخ الإسلامي، اتخذت هذه العقيدة طابعا سياسيا واضحا (مثلا العقيدة التومرتية عند الموحدين). في الجزائر، تزعم شيوخ الطرق الصوفية الحركات المهدية التي قاومت الاستعمار الفرنسي خلال القرن التاسع عشر و بداية القرن العشرين. إنها حركات إجتماعية مست أوساطا تميزت ببنى زراعية و حرفية تقليدية كانت في مواجهة عنيفة مع الرأسمالية الاستعمارية. تندلع الثورات المهدية دون جهد كبير و تنتشر بسرعة في الأقاليم لكن سرعان ما ينطفئ لهيبتها نظرا لضعف تنظيماتها و ضآلة استعداداتها المادية و العسكرية. إنها لا تصمد أمام الـمواجهات الأولى مع الجيش الاستعمارى لكنها –بالمقابل- تترك آثارا عميقة في نفوس الرعية بعد اخمادها. تنظر الأسطوغرافيا الجزائرية التقليدية و المعاصرة نظرة ازدراء و استخفاف للحركات المهدية رغم أهمية وظيفتها التاريخية التي تتمثل في مقاومة اليأس الناتج عن إخفاق المقاومة الـمسلحة و في أحياء الأمل بالتحرير المرتقب. إنها تعمل على إثارة "الغيرة الوطنية" و على إبقاء الاستقلال ثابتا لا يتزعزع في نفسية الجماهير في الأرياف و المدن.

الكلمات المفتاحية

المهدية ، مقاومة شعبية ، ألفية، الجزائر، القرن 19 ، أدب شعبي.