دراسات وأبحاث
Volume 3, Numéro 5, Pages 76-91
2011-12-15

ظاهرة الفساد من منظور إسلامي، المفهوم والرؤية العلاجية

الكاتب : سمير شعبان .

الملخص

إنّ الفساد أصبح يعد معضلة العصر، حيث استشرى داؤه، وأضحى ظاهرة تعاني منها جميع الدول، وإن تفاوت ذلك من دولة لأخرى، وذلك ما بات يشكل هاجساً للمجتمع الدولي بأسره، لأنه يعيق برامج التنمية ويؤثر في المصلحة العامة للشعوب، حيث يقوّض الحكم الرّاشد، ويشوه السياسة العامة للدولة، ويؤدي إلى سوء رصد الموارد وتوزيعها، كما يؤثر على تطور القطاعين الخاص والعام على حد سواء، ولا يمكن مراقبته والقضاء عليه إلا بتضافر الجهود من أجهزة الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص. لأن الفساد بمرور الوقت يتسع نطاقه إلى الحد الذي تتعرض الحكومات لمقاومة شديدة للتغلب عليه. لذا فإن الفساد يمثل ظاهرة معقدة تنتج في غالب الأحيان جرّاء مشكلات متجذرة، وبسبب انحراف السياسة والحوافز المؤسسية والحكم، فلا يمكن بأي حال من الأحوال التصدي له بقوانين بسيطة، خاصة وأن جميع الدول تحظر السلوك الفاسد في تشريعاتها، ولكن في الواقع هناك القليل من الجهود التي يعترف لها بالفعالية في محاربة الفساد. وبما أنّ السلطة واسعة وتقديرية فهي مظنّة التعسف والانحراف بها عن الحق، خاصة في ظل غموض الأنظمة وضعف الرقابة مما يشجع بعض الموظفين على تخطي الحدود المرسومة لهم. وسنحاول من خلال دراستنا هذه المتواضعة إبراز الفساد من منظور الشريعة الإسلامية، وذلك من خلال استيضاح مفهومه وكيفية علاجه، من خلال مبحثين رئيسيين، نتناول في الأول منهما المفهوم، وذلك في مطلبين، نتطرق في الأول إلى تعريف الفساد وفي الثاني إلى أسبابه وأهم صوره، أما المبحث الثاني فخصّصناه لإبراز منهج الشريعة الإسلامية في علاج هذه الظاهرة، وذلك من خلال مطلبين؛ الأول نعالج فيه أساليب الوقاية من الفساد، أما المطلب الثاني والأخير فنبرز من خلاله الهيئات المكلفة بمكافحة الفساد، ونختتم الدراسة بخاتمة نضمنها أهم النتائج والتوصيات.

الكلمات المفتاحية

الفساد من منظور إسلامي