الصورة والاتصال
Volume 4, Numéro 11, Pages 185-206
2015-06-01

المخطوط والأنساق الثقافية ( نحو مقاربة سيميائية لصورة المخطوط)

الكاتب : أوعسري الحسين .

الملخص

لم يكن ظهور الكتابة أمرا عاديا بقدر ما كان حدثا تاريخيا بارزا، جسد وعبر عن ميلاد وعي ثقافي جديد، فحاجة الأمة إلى تبادل العلوم ونقل ما ترسخ في ذاكرة المجتمع للأجيال اللاحقة لتتخذه عنوانا لهويتها، دفعها إلى تدوين كل ما يبدع وكل ما أبدع من ذي قبل، فبدأ التدوين والجمع إيذانا بتحول جذري تمثل في الانتقال من الثقافة الشفهية إلى الثقافة المكتوبة. والحقيقة التي لا مراء فيها هي أن الحاجة إلى نشر رسالة الإسلام وصون القرآن الكريم وحفظه شكلت البدايات الأولى للتدوين عند العرب، تلتها في ما بعد مرحلة تدوين باقي الفنون والعلوم الأخرى بما فيها حقل الآداب. بدأت الكتابة كما هو معلوم على وسائل مختلفة، حيث استخدمت جلود الحيوانات وألواح الحجارة الرقيقة(الرقاق) والعريض من جريد النخل(العسب) صحفا للكتابة(1)، وكل ذلك يعكس رغبة العرب قديما وحاجتهم الملحة للكتابة، وحاجتهم للتعبير والإبداع. غير أن معظم الباحثين يتفقون على أن الكتابة على الورق تعود إلى أوائل عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد، أي في القرن الثاني الهجري، وكان هذا الظهور نتيجة انفتاح العرب على الحضارات الأخرى(2)، فتأثروا بها وأثروا فيها. سمي الورق في البداية "كاغد"، وما زال يحتفظ بهذه التسمية في الدارجة المغربية مثلا مع دخول بعض التعديلات عليه، حيث صار يطلق عليه اسم "كاغط".

الكلمات المفتاحية

لمخطوط والأنساق الثقافية ( نحو مقاربة سيميائية لصورة المخطوط)