مجلة دراسات في علم إجتماع المنظمات
Volume 4, Numéro 1, Pages 135-158
2016-06-30

ســوسيـولوجية الحـراك المهنـي

الكاتب : غنينة بلعربي .

الملخص

إن عالمنــا اليوم هو عالم حراك كل المستويات سواء تعلق ذلك بالأصعدة الاجتماعية أو الاقتصادية أو الثقافية أو السياسية أو الحضارية بوجه عام، وباعتبار أن الإنسان يعد في الوقت الحالي محور التنمية، وقائد مسيرتها، ومبدع ومطور سياستها، حيث أنه لا يوجد إنسان تكون تكوينا كاملا مرة واحدة وللأبد ، إنما يمر بفترات تتكون فيها شخصيته ويطور فيها من قدراته ومهاراته؛لأنه يعد المورد الوحيد الذي يتميز بالقدرة على التفكير والإبداع والابتكار، مما زاد الاهتمام به تعليما وتدريبا، واستخدام أنجع الطرق والأساليب التي تؤدي إلى استثمار طاقاته والعمل على توظيف قدراته من أجل ترقية الأداء وتنمية المنظمات . لذا نجد العديد من المؤسسات تعمل على إعطاء أهمية كبرى لتسيير المسار الوظيفي والإمكانيات الفردية،فمختلف الحركات خلال هذا المسار يطلق عليها الحراك المهني، الذي يعد كوسيلة ديناميكية لتنمية الكفاءات ،كما أنه ظاهرة اجتماعية وجد وما يزال يوجد في كل زمان ومكان وهو بشكل عام يعبر عن سهولة الحركة و التي تعني تغيير المكان أو الوضعية المهنية. ولما كان الحراك المهني ليس انتقالا فيزيقيا فحسب ، لكنه أيضا بالإضافة إلى ذلك فعل اجتماعي و انفصال عن جميع الروابط الاجتماعية، ثم توزيع العلاقات الاجتماعية للأفراد من ناحية أخرى ، وبالنظر إلى هذه الأبعاد السوسيولوجية دخل دائرة اهتمام الباحثين الاجتماعيين والاقتصاديين و الديمغرافيين، فتناولوه بالدراسة والتحليل من شتى جوانبه وبنظرة كلية شاملة وفي سياق تلك الدراسات بدا الاهتمام واضحا اتجاه الحراك المهني على المستوى الداخلي للمؤسسة ، بغية الكشف عن الاتجاهات المتميزة والعوامل المشتركة والمواقف التي تلتقي أو تتباين فيها سمات التنقلات بأنماطها المتعددة والوصول إلى تعميمات أو نماذج نظرية، يمكن من خلالها تفسير العلاقات والمتغيرات التي تتضمنها سائر أنماط الحراك بأبعاده المختلفة .

الكلمات المفتاحية

الحراك الاجتماعي، الحراك المهني، المؤسسة، الأبعاد السوسيولوجية