التدوين
Volume 9, Numéro 1, Pages 164-178
2017-06-30

النماذج النظرية المفسّرة لدور وسائل الإعلام في التغيّر الاجتماعي والثقافي-قراءة تاريخية -

الكاتب : لبنى سويقات .

الملخص

شهد العالم موجة من الحركات التحرّرية مع بداية النصف الثاني من القرن العشرين، راحت على إثرها كثير من بلدان العالم تشقّ طريقها نحو النمو وبناء ما هدمته سنوات الاستعمار، وبدأت حكومات كل واحدها منها تبحث عن السبل الملائمة والآليات، التي تتواءم ومقوّماتها والإمكانات المتاحة لها، وذلك من خلال تبني منظورات مختلفة في عمليات التنمية والتحديث والتطور الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي. وما كاد عقد الخمسينات من القرن الماضي يصل إلى نهايته، حتى ظهرت في عدد من الدول أصداء لنظريات وأفكار تتحدث عن الدور الذي يمكن أن تقوم به وسائل الاتصال والإعلام في التغير الاجتماعي والتنمية الوطنية في المجتمعات النامية. وكانت أولى الطروحات وأكثرها تأثيرا في هذه المجال، نموذج المفكر والباحث الإعلامي دانييل ليرنر حول العلاقة بين تحضر الإنسان وتمدنه وبين تعرضه لوسائل الإعلام، تلتها أفكار كل من الباحث ولبور شرام عن الدور الذي يمكن ان تقوم به وسائل الإعلام خدمة للتنمية الوطنية، ثم الباحث أفريت روجرز حول الطريقة التي تنتشر بها الأفكار والابتكارات، وعوامل ومراحل تبنيها من قبل الأفراد. وقد اكتسبت هذه النماذج أهمية بارزة، ونالت درجة عالية من الثقة في أوساط السلطات والحكومات وحتى المفكّرين والباحثين، لما جاءت به من تصورات متسمة بالواقعية، كونها ركزت في تحليلاتها على نتائج الدراسة الميدانية. تأتي هذه الورقة البحثية من أجل تسليط الضوء على التفسيرات التي تقدّمها هذه النماذج الثلاثة لعلاقة علاقة وسائل الإعلام بتغير المجتمع، من خلال القراءة التاريخية لتطور كل نموذج ومفاهيمه ومنطلقاته المعرفية.

الكلمات المفتاحية

نموذج، التغيّر الاجتماعي والثقافي، التحديث، المجتمع التقليدي، المجتمع العصري، وسائل الإعلام، تنمية وطنية، مستحدثات.