مجلة الباحث في العلوم الإنسانية و الإجتماعية
Volume 8, Numéro 25, Pages 281-312
2013-01-15

تصور مقترح لبرنامج علاجي قائم على التعديل المعرفي السلوكي للتخفيف من العجز المتعلم الناجم عن الضغوط النفسية في العمل

الكاتب : يوسفي حدة .

الملخص

إن الضغوط أمر واقع في حياتنا ولا مفر منها، حتى أنها أصبحت سمة مميزة لهذا العصر، مما حذا ببعض العلماء إلى أن يطلق على الضغوط اسم " مرض العصر " وآخرين يصفونها" بالقاتل الصامت"، نظرا لما تحدثه من أثار سلبية مناوئة للصحة النفسية وحتى الجسدية للأفراد،" حيث تشير الدراسات في هذا الصدد أن التعرض المستمر للضغوط يؤدي للعديد من المشكلات النفسية، كالاكتئاب والوساوس القهرية والخوف ونوبات الهلع، والشعوربالعجزو باليأس، وفقدان الشهية وانخفاض تقدير الذات والثقة بالنفس ...الخ (عبد المعطي،2006،84) أما عن تأثيرها على الصحة الجسمية ، فلقد تراكمت الأدلة العلمية التي تؤكد العلاقة بين التعرض لمواقف ضاغطة أوالمرور بخبرات صادمة وأشكال عديدة من الأمراض الجسمية والتي يطلق عليها الأمراض السيكوسوماتية وهي الأمراض ذات المنشأ النفسي ومنها قرحة المعدة ،أمراض القلب، إرتفاع ضغط الدم، الذبحة الصدرية، الربو الشعبي ،التهاب المفاصل ،البول السكري ، الإكزيما والتهاب الجلد ، البرود الجنسي...الخ. ورغم التهديد الذي تحمله أحداث الحياة الضاغطة وتأثيراتها السلبية على صحة الأفراد إلا أن تأثير هذه الأحداث لا يكون بنفس الشدة ولدى كل الأفراد وفي جميع المستويات والثقافات ، لأنه وكما يقول احد الفلاسفة القدامى وهو " Epictetus" ليست الأحداث والمواقف هي التي تسبب لنا الإضطراب، وإنما الأفكار التي نكونها عنها هي التي تجعلنا نحس بتهديدها من عدمه، ومعنى ذلك أي ما يضفيه الفرد على هذه الأحداث من دلالات ومعاني نتيجة تقييمه لها هو الذي يسبب له الإضطراب أو يجعله يشعر بالتحدي والإثارة وبذلك التعامل الفعال أو المواجهة الايجابية .من هنا جاءت إمكانية تغيير وتعديل هذه الافكار لدى الافراد وبذلك اكسابهم سلوكات جديدة ومتوافقة . والعجز المتعلم يعتبرإحدى الآثار النفسية التي تحدثها الضغوط النفسية ،نتيجة التفسيرات والإعزاءات السلبية التي يضفيها الأفراد على سلوكاتهم عندما يواجهون أحداثا ومواقف مثيرة للألم أو المعاناة، وكما أن ميدان العمل مهما كانت طبيعته يعتبر من أكثر الميادين التي تنتشر فيها الضغوط نظرا لما يتطلبه العمل من الفرد من بذل للجهد وتطويرللأداء وتطلبا للطرق الإبداعية في حل المشكلات التي يواجهها الفرد العامل، لذلك لم يكن من المستغرب أن يحس الفرد في عمله بالعجر نتيجة تكرار الفشل في الوصول الى ما يطمح أو ما يتوقعه، من هنا فإن هذا المفهوم يعتبر من المفاهيم القليلة التي تناولها الباحثون بالدراسة والتحليل ـ في حدود اطلاع الباحثة ـ خاصة فيما تعلق بالجانب المعرفي منها وكذا تصميم البرامج العلاجية للتخفيف منه . لذا سنحاول في هذه المداخلة توضيحه والوقوف على ماهيته ونشأته ثم تقديم النموذج العلاجي المقترح للتخلص منه في ميدان العمل والمتمثل في نموذج التعديل المعرفي السلوكي لدونالد ميكنبوم .

الكلمات المفتاحية

مقترح لبرنامج علاجي- التعديل المعرفي السلوكي- العجز المتعلم - الضغوط النفسية في العمل