المجلة الجزائرية للأمن والتنمية
Volume 6, Numéro 1, Pages 386-397
2017-01-01

العمل اللائق كأساس لمحاربة الفقر في الجزائر

الكاتب : سعاد شليغم .

الملخص

يشير مفهوم العمل اللائق حسب منظمة العمل الدولية إلى "توفير الفرص للجميع (نساءا ورجالا ) على عمل منتج يدر دخلا عادلا ويحقق الأمن في مكان العمل والحماية الاجتماعية للأسر ويكفل مستقبلا أفضل لتطوير الذات والاندماج الاجتماعي". فالتشغيل بمعناه الحديث لم يعد يقتصر على توفير منصب عمل فحسب بل أخد بعدا واسعا مرتبط أساسا بالاستقرار الاجتماعي ومستوى الدخل الذي يحفظ كرامة الإنسان. إن الوضع المتأزم الذي عرفته الجزائر ابتداء من منتصف الثمانينات جعل قضايا التشغيل من التحديات الكبرى التي واجهت الحكومة، إذ بلغت البطالة نهاية التسعينات معدلات لم يسبق لها مثيل(30%)، مما استدعى ضرورة صياغة الآليات الكفيلة بامتصاص هذه المعدلات بالخلق المباشر للوظائف وتحسين قابلية التوظيف لدى الباحثين عن العمل، وهو ما تقرر جدولته من خلال برامج التنمية التي تبنتها الجزائر بداية من سنة 2001 كبرامج من شأنها دفع عجلة النمو وتحسين مؤشرات التنمية البشرية، لا سيما فيما يتعلق بتوسيع التشغيل والقضاء على البطالة ومحاربة الفقر . ورغم النتائج المحققة والتي تبدو من خلال الأرقام الرسمية أنها موجبة سواء من ناحية معدل النمو الاقتصادي أو من ناحية مناصب الشغل التي تم خلقها خلال الخمسة عشرة سنة 2001/2015، إلا أن من الناحية الكيفية تبدو النتائج وخيمة. فعلى مستوى التشغيل، فرغم عدد مناصب الشغل التي تم خلقها طيلة الفترة والتي سمحت بتخفيض معدل البطالة إلى ما دون 10% في 2011، إلا أنه وفي الواقع أن هذا المعدل في حد ذاته مغلوط باعتباره لا يحسب الفئات غير نظامية، وبالنظر إلى طبيعة مناصب الشغل التي تم توفيرها والتي تعتبر في معظمها غير دائمة وتتصف بالهشاشة ولا تعطي فرصة لصاحبها للإدماج في منصب دائم ولا تكفل له الحماية الاجتماعية، فهي لا ترقى في نسبة كبيرة منها إلى مستوى العمل اللائق الذي يعتبر رافدا أساسيا للقضاء على الفقر . وانطلاقا من هذا حاول المقال تحليل النتائج المحققة في إطار البرامج التنموية المتبناة في الجزائر منذ بداية الألفية من حيث طبيعة النمو الاقتصادي ومناصب الشغل الموفرة ومدى توفر ها على صفة العمل اللائق الذي يرقى بمستوى معيشة العامل ويحميه من الفقر".

الكلمات المفتاحية

نمو اقتصادي، تشغيل، عمل لائق، فقر .