مقاربات
Volume 4, Numéro 2, Pages 381-389
2016-01-28

الشاعر المعاصر والاغتراب صلاح عبد الصبور (أنموذجا)

الكاتب : وردة ربعاني .

الملخص

إن الحديث عن الاغتراب يقودنا إلى الحديث عن الغربة مما يجعلنا نؤكد على الفرق الشاسع بينهما إلا أنها كالجزء من الكل فالاغتراب هو "ذلك العزل المتزايد للنفس والذهن يدفع ذوي الحساسية المفرطة الدافعة إلى ضروب من الإبداع أو التعبير عن الذات، إذ يدرك المرء أنه باكتسابه المعرفة والقدرة على التعبير عن الذات وبتوصيله إلى رؤيا معينة يتحرك ذهنه مستمرا باتجاهها إنما هو يكتسب تناقضا مع مجتمعه يضطر عند نقطة ما من توتره أن يقتلع نفسه حتى الجذور من الأرض التي نما فيها وترعرع، ويمسي كالشجرة التي اجتثتها الرياح العاصفة، وأسقطتها على الصخور بكل فروعها وأوراقها وليس لها أن تنتظر سوى الجفاف" فالاغتراب حالة مستمرة وليس مؤقتة تلازم الإنسان سواء أكان بين أهله أو مغترب بغيابه عن الوطن والعكس صحيح، أن فحوى رؤيا المغترب تتجسد في بحثه عن ماهيته لأنه يفقد وعيه، ذاته ويفقد الإحساس بكينونته الحقيقية وتسيطر عليه رؤيا التشتت، فهذه الرؤى الاغترابية التي تتلخص في فقدان التوازن وفي الانشراخ والخلخلة والتزلزل والانهيار والتصدع وعدم الاستقرار تشكل فحوى الاغتراب وتجلياته. ولقد استخدم الدارسون الغربيون "الاغتراب" للتعبير عن ما يحسه الإنسان في مجتمعه البشري "قشة" تعصف بها أهواء الحياة ومغريات البيئة.

الكلمات المفتاحية

الاغتراب،صلاح عبد الصبور