دراسات وأبحاث
Volume 5, Numéro 10, Pages 107-131
2013-03-15

اطفال الشوارع: رؤية ايجابية تأهيلية بنزعة شمولية تشاركية للتعامل مع الظاهرة

الكاتب : ليليا بن صويلح .

الملخص

يتناول هذا المقال بحث واحدة من القضايا الحساسة التي استقطبت اهتمام المجتمع الدولي في الآونة الاخيرة تزامنا مع موجة التطورات المحلية، الاقليمية والدولية والمتغيرات الاجتماعية والأزمات الاقتصادية بكل ما خلفته من انعكاسات سلبية ساهمت في تفاقم ظاهرة اطفال الشوارع وسرعة انتشارها لتفرض نفسها ليس فقط على البلدان الفقيرة أو تلك السائرة في طريق النمو، وإنما ايضا على بعض الدول الصناعية المتقدمة وخطورة ما تفرزه من انعكاسات تتعلق بارتفاع معدلات الانحراف وانتشار الجريمة والادمان والتشرد وما يمكن أن تلحقه من تهديدات تمس استقرار النظام الاجتماعي وأمن افراده. تهدف هذه الدراسة إلى ابراز رؤية شمولية متكاملة بناء على النظرة الإيجابية نحو الطفل وبعث استراتيجيات جديدة للتعامل مع ظاهرة اطفال الشوارع تتسم بتعددية الابعاد وعمق التصورات التي يمكن أن تصاغ لتشخيص هذه الظاهرة وبحث امكانية علاجها لمساعدة الاطفال على التكيف والتوافق مع الظروف البيئية، وبالتالي تأهيلهم واعادة ادماجهم في المجتمع، هذه الامكانية التي لا يمكن أن تتحقق في غياب مبدأ التعاون القائم بين الفئات المستهدفة ومنفذي السياسات الاجتماعية وهو ما يستدعي ضرورة اشراك الطفل في استراتيجية التكفل به، وذلك استنادا إلى قضية جوهرية مفادها أن وجود الطفل أو الاطفال في ظروف صعبة يصنفهم في دائرة اطفال الشارع لا ينبغي أن يخرجهم ويستبعدهم من فئة الطفولة وبالتالي لا يسقط عنهم امكانية الاستفادة من كل الحقوق الواردة في الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل هذا من جهة، ومن جهة أخرى تدعيم روابط العمل المشترك والتنسيق المتكامل المؤسسة لثقافة التعاون بين المجموعات التطوعية، منظمات المجتمع المدني واجهزة الدولة للقضاء على هذه الظاهرة وتغيير نظرة المجتمع عن اطفال الشوارع باعتبارهم ضحايا وليسوا مجرمين .

الكلمات المفتاحية

اطفال الشوارع، تأهيل اطفال الشوارع، الادماج الاجتماعي، المجتمع المدني