المجلة الجزائرية للأمن والتنمية
Volume 7, Numéro 1, Pages 14-31
2018-01-15

الثورات العربية والإصلاحات السياسية في الوطن العربي مابين المتطلبات الداخلية والضغوط الخارجية

الكاتب : مرسي مشري .

الملخص

شهدت المنطقة العربية موجات غضب واحتجاج على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية السائدة في العديد من الدول العربية، وقد تعددت التسميات التي أطلقت على هذه الظاهرة ما بين ثورات، ربيع، إلا أن هدفها واحد وهو تغيير الأنظمة الاستبدادية التي أفلست وفشلت في تحقيق المطالب الشعبية وعلى رأسها المطلب المعيشي. إن الأوضاع التي عاشتها المنطقة العربية ولا تزال تشهد آثارها حتى اليوم تشبه إلى حد كبير تلك التي عاشتها الدول الاشتراكية سابقا في أوربا الشرقية عندما ثارت على الحكم الشيوعي وطالبت بالتحول الديمقراطي وفتح مجال الحريات، وقد كان لليد الخارجية ممثلة في وكالة الاستخبارات للدول الغربية وعلى الأخص الأمريكية دور في تحريك تلك الثورات والتي أطلق عليها الغرب مسميات ربيع الأوطان وربيع براغ. واليوم نجد في وطننا العربي تجددا للربيع بسبب الأوضاع المتردية، إلا أن العامل الخارجي لا يزال يحرك الأوضاع ويتدخل من أجل ترتيب الشؤون الداخلية لبعض الدول العربية كمصر وتونس، مستغلا في ذلك التطور التكنولوجي في وسائل التواصل وعلى رأسها شبكات الفايسبوك والتويتر التي سمحت للجماهير بتخطي كل وسائل رقابة السلطة، وسهلت عملية تعبئة وتجنيد الشباب من أجل تنظيم الاعتصامات والتجمعات. ويعتبر كتاب المفكر الأمريكي جين شارب"من الديكتاتورية إلى الديمقراطية: إطار تصوري للتحرر"، بمثابة الدليل التطبيقي لكيفية مقاومة الأنظمة الديكتاتورية بطريقة لاعنفية، وقد التزم الشباب العربي بتعليماته في تنفيذ الاعتصامات التي بقيت سلمية في بعض الدول، إلا أنها تحولت إلى صراع مسلح في دول أخرى، وبذلك فإن الثورات العربية وعلى الرغم من أسبابها المشروعة المتمثلة في الأوضاع المزرية التي يعيشها المواطن العربي، والحريات المصادرة من قبل السلطة السياسية هناك، إلا أنها خضعت لتخطيط وتوجيه أجنبي من قبل الولايات المتحدة تنفيذا لأجندتها السياسية والاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط حفاظا على مصالحها، حماية لربيبتها اسرائيل.

الكلمات المفتاحية

الثورات- الاصلاحات السياسية- الوطن العربي- الربيع العربي- الشرق الأوسط الكبير- الثورة التونسية- الثورة المصري- التحول الديمقراطي