مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية
Volume 1, Numéro 3, Pages 50-86
2015-11-17

قسنطينة في العهد الحفصي ؛ محور صراع وتنافس بين دول المغرب الاسلامي

الكاتب : علال بن عمر .

الملخص

أردت في هذا المقال التطرّق إلى إحدى كبريات مدن المغرب الأوسط، مدينة العلم والعلماء، قسنطينة الغرَّاء، التي عُرفت بتاريخها العتيق، القديمةِ قدَم نشأتها، شكَّلت منذ الأزلْ ريادةً إقليمية، فكانت عاصمةً سياسية وإدارية، ومركزًا تجاريا هامًّا في العهد القديم. وفي العهد الإسلامي أصبحت المدينة منذ أن دخلها الإسلام، مركزا مهمّا لهذا الدين الحنيف الذي أضاء بنوره غياهب الظلام، فكانت منذ أن سطع فيها نور الإسلام نبْعًا فيَّاضا للغة القرءان؛ لا ينضب مدى الدهور والأزمان، صمدت كالطّود أمام الحوادث الجسام التي مرّت بها عبر تاريخها، منذ عهد الدولة الأغلبية إلى عهد الموحدين، وكانت خلال ذلك كلِّه متأثّرة بمجريات الأحداث، بل وصانعة لها، ومشاركة فيها في كثير من الأحيان، كما أنّها أسْهمت في ما ظهر في بلاد المغرب من مذاهب وأفكار دينية، وصراع فكري وحضاري، ساهم في إيناع الحياة الثقافية بالمنطقة كلّها، فمن صراع بين الدين الإسلامي وبين الموروث القديم، إلى ظهور مذهب الخوارج، ثمّ الصراع الشيعي المالكي بعد ذلك، وصولا إلى العقيدة الموحّدية، وكل هذه التطوّرات لم تغب عن مدينة قسنطينة؛ إذ كانت كلُّها تدور حولها، بل وتتجاذب معها أطراف الصراع في أكثر المحطات التاريخية.

الكلمات المفتاحية

قسنطينة في العهد الحفصي- تنافس بين دول المغرب الاسلامي