معالم
Volume 7, Numéro 1, Pages 59-57
2016-05-01

الترجمة في ظلّ النظريات الاستدلالية

الكاتب : الجوهر خالف .

الملخص

جاء تطبيق المبدأ الاستدلالي ليحلّ بجدارة محلّ المفهوم الغامض للانسلاخ اللغوي قصد تفسير الاحتكاك الغائب بين اللغات وتمَحوُر العملية الترجمية حول المعنى. وعليه، يُمكن اقتراح صيغة تَقدُّميّة شديدة التأثُّر بالعلوم المَعرِفيّة. إنّ الطريقة المُتبَعَة لإنجاز ترجمةٍ ما، باعتبارها فِعلًا تواصُليًّا بين اللغات وبين الثقافات، تبدو على شكل سلسلة مُتعاقبة لاتخاذ القرارات. وسَبق لنا توسيع هذه الفكرة بإبرازنا أنّه إذا كان المسار المُقَنَّن لاتخاذ القرار قابلا للتطبيق فعلًا، فهو يتمّ في إطار خاضع لجملة من المعضلات (دوريو، 2003). وتتسلسل القرارات طوال العملية الترجمية فتكون لا شُعورية تارة ومقصودة تارة أخرى. والمُترجِم في حالة العفوية لا يُولي الاهتمام نفسه لكلّ الوحدات المعجمية التي تُكوِّن النصّ المُراد ترجمتُه، فهو الذي يُقرِّر بطريقة ما عمّا يبدو له بالغًا في الأهميّة وما سيشُدّ انتباهه وعلى ما سيُركّز لتحصيل المعنى حيث يظهر أنّ القرارات اللاّشعورية غالبة خلال مرحلة الفهم بينما تغلب القرارات المقصودة في مرحلة إعادة الصياغة عندما يجب على المُترجِم أن يختار بين الصِّيَغ المُحتَمَلَة للحصول على الترجمة الأنجع. ونجدُ في الواقع أنّ المُقابِلات اللُّغوية المُصنَّفَة بإِحكام في أجوَد المعاجم لا تفرض نفسها على المترجم، فالكلمة الأخيرة تعُود له لأنّه هو الذي يُقرٍّر إمّا أن يتبنَّى مُقابلًا موجودًا مُسبَقًا أو على العكس، أنْ يَضع لوحده مُقابلًا جديدًا.

الكلمات المفتاحية

الاستدلال، الترجمة، العلوم المعرفية