المعيار
Volume 22, Numéro 1, Pages 289-310
2018-01-13

الأفخاريستيا بين الكاثوليك و البروتستانت

الكاتب : عبران سهام .

الملخص

موضوعنا هو الأفخاريستيا من حيث معرفة جذورها التاريخية، و مفهومها وفق التصورين الكاثوليكي و البروتستانتي، و ذكرنا أهم المواضع التّي تناولت الأفخاريستيا من الكتاب المقدس، و كذلك أهم النصوص التّعليميّة الصادرة عن السلطة الكنسيّة كالرّسالة العامّة سرّ الإيمان (mysterium fidei) التّي أصدرها البابا بولس السادس و الرسالة العامة (وسيط الله) (mediator dei) التّي أصدرها البابا بيّوس الثاني عشر، و أيضا من قرارات المجامع، المجمع التريدنتينيّ (ترانتو) 1551 و مجمع الفاتيكان الثاني (1962- 1965). و في هذا البحث أخذنا نص من رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس (1 كو11: 23- 26) الخاص بالأفخاريستيا كأنموذج للدراسة، و عرضنا كلا من تفسير الكاثوليك و البروتستانت له، ثم قارنا بينهما لاستخلاص الفروق الناتجة عن اختلافهم في الفهم و التفسير. و بعد دراستنا لهذا الموضوع استنتجنا ما يلي: وجود خلاف بين الكاثوليك و البروتستانت حول مفهوم الأفخاريستيا، فالكاثوليك يؤمنون بالحضور الحقيقي للمسيح في الأفخاريستيا، و التحول الجوهري للخبز و الخمر إلى جسد و دم يسوع المسيح بناسوته و لاهوته؛ و ذلك استنادا إلى أدلة كتابية و شهادات آباء الكنيسة الأوائل و قرارات المجامع. أمّا البروتستانت فالأفخاريستيا هي تناول الخبز و عصير عنب للذكرى و دلالة على ايمانهم بالمسيح و طاعة لوصاياه. و هم لا يعتقدون بالإستحالة بمفهومها الكاثوليكي، فحضور المسيح أثناء الأفخاريستيا اختلف فيه بين حضور فعلي و بطريقة سرية حسب لوثر و حضور روحي حسب كالفن و عدم الحضور تحت أي شكل من الأشكال حسب زوينخلي. و هذا وفقا لتفسيرهم نصوص الكتاب المقدس الخاصة بهذا السّر. اللّاعقلانية لدى بعض المؤمنين المسيحيين أثناء ممارسة الأفخاريستيا، فهم يعتقدون دون أدنى شك و وفقا للتصور الكاثوليكي أنّهم يأكلون إلههم الذي يعبدونه، و الأغرب أنّهم يعيدون الكرة في كل مرة.

الكلمات المفتاحية

الأفخاريستيا؛ الكاثوليك؛ البروتستانت