مجلة تطوير العلوم الاجتماعية
Volume 10, Numéro 2, Pages 42-56
2017-10-25

أثر استخدام استراتيجيات التعلم النشط على التفاعل الصفي في ظل المقاربة بالكفاءات.

الكاتب : بلول احمد . بادي نوارة .

الملخص

شهدت العملية التربوية مع الألفية الثالثة ثورة كبيرة في الاستراتجيات والطرق والأساليب المستخدمة في التعلم الأمر الذي احدث تغييرا ملحوظا استهدف أداء الفعل التربوي بشكل عام، إن هذا التطور المذهل يعد قطيعة استمولوجية مع طرائق والأداء التربوي التقليدي التي لم تعد تستجيب لمتطلبات العصر وأفاق الطموح التربوي وكذا لم تعد تتوافق والمقاربات الحديثة في التدريس وعدم مقدرتها على مسايرة هذه التطورات ومواكبة أنظمة التعليم العالمية والوصول بالنظام التربوي الجزائري إلى جودة التدريس المرجوة. وهذا ما يتطلب تطوير طريقة واستراتجيات تعلم تشجع التلاميذ على تحمل المسؤولية في التعامل مع هذا الكم الهائل و اللامحدود من المعارف من جهة، وتمكين التلاميذ من استغلال كل الإمكانيات والقدرات لرفع مستويات التفكير(التفكير الإبداعي والتفكير الناقد...) وحل المشكلات التي تواجههم، وهذا لا يكون ناجحا إلا بالاستخدام استراتجيات التعلم النشط كإستراتجية حل المشكل، العصف الذهني، القبعات الستة، التعلم التعاوني... إلخ و عليه يؤكد العديد من مفكري و رواد التربية و التعليم في ظل العولمة و تحديات المدرسة الجزائرية على أهمية استخدام استراتجيات التعلم النشط من قبل الأساتذة والتي توفر جانبا مهما لظهور كفاءة وإمكانيات وقدرات المتعلم وهذا ما تدعو له المقاربة بالكفاءات، لأن هذا النوع من الاستراتجيات تستهدف تطوير العمل التربوي من خلال تحسين أداء المتعلم وتحقيق جودة التعليم، ولقد بدأ التركيز على هذا النوع من استراتجيات التعلم و بيان أثرها على الارتقاء ببرامج النمو المهني للأساتذة بالإضافة إلى محاولة ترسيخ أهمية ممارسة استراتيجيات التعلم النشط في التعليم، لأن المتعلم هو محور العملية التعليمية التعلمية. و قد أثبتت الدراسات الحديثة في علم النفس التربوي، أن الطريقة التي يساهم فيها المتعلم بنفسه في بناء التعلمات هي الأنجع والأهم في تكوينه و تعلمه بدلا من الطرق التقليدية، فالتدريس في المناهج الحديثة (التدريس بالكفاءات)، يقتضي أن يكون المتعلم نشطا تتمحور حوله كل عمليات التعلم فهو الذي يطرح التساؤلات و يبحث عن الحلول و ما على المعلم إلا الإثراء و التوجيه والإرشاد وفق استراتجيات وطرق تعلم ذات كفاءة وفاعلية وهذا في ضل تفاعل صفي فعال لنجاح العملية التربوية ولكي يتم هذا التواصل لابد من توافر بيئة دراسية مشجعة على التفاعل سواء ما يتعلق منها بتنظيم الأمور المادية أو الجو الاجتماعي والانفعالي الذي يسود الموقف التعليمي وغرفة الصف عامة فتتطور أفكار وأراء التلاميذ في عملية التفاعل الصفي كما تعمل على تحريرهم من الصمت والسلبية إلى حالة التعلم النشط والبحث والمناقشة وتبادل وجهات النظر في الموقف التعليمي. وفي ظل ما سبق جاءت الدراسة الحالية للكشف عن أثر استخدام استراتيجيات التعلم النشط على التفاعل الصفي لدى أساتذة التعليم المتوسط في ظل المقاربة بالكفاءات.

الكلمات المفتاحية

التعلم النشط، التفاعل الصفي