الحوار المتوسطي
Volume 8, Numéro 2, Pages 346-366
2017-12-31

التراث الشعبي في وسائل الإعلام المرئية المعاصرة بين التأصيل و التصنيع

الكاتب : شقرون غوتي .

الملخص

الملخص: أصبحت ظاهرة العولمة من أبرز الظواهر جدلا و نقاشا في مختلف الأوساط، حيث تجاوزت حدود الزمان و المكان و تغلغلت في داخل المجتمعات بفعل تكنولوجيا الإعلام و الاتصال ( وسائل الإعلام المرئية المعاصرة )، مُحدثة بذلك شرخا كبيرا بين الأفراد و هويتهم مما يوحي بتصور وجود أزمة ثقافية أو مشكلة ثقافية، تعاني منها المجتمعات بصفة عامة و المجتمعات الهشة بصفة خاصة. ذلك أن العولمة الثقافية لها تأثير على الأفراد و الجماعات بالإيجاب و السلب، حيث أن الفرد في المجتمع الجماهيري يتأثر بالصور و المعلومات و المعاني التي يتعرّض لها عبر وسائل الإعلام خاصة التلفزيون.فإذا كانت العولمة تحمل مقاصد التقدم و الرقي إلى المستوى العالمي فهي بذلك تتخذ صفة الإيجاب، أما إذا أُرِيد بها الهيمنة و الاختراق لتغليب نمط معيَّن من القيم و الأفكار لطرف على حساب طرف آخر فهي سلبية لاحتوائها مضامين خداعية و مزاحمة للمنظومة القيمية الأصلية التي يمثلها التراث (المأثورات أو الفولكلور )، الذي يحتوي على كلّ ما خلَّفته الأمم و الشعوب من الأشكال الثقافية و الفنية و الفكرية و المعتقدات و العادات و التقاليد و الصناعات التقليدية و الحرفية و الأدب الشعبي...أفرزت ظاهرة العولمة الإعلامية طرفين : الطرف الأول غالب و قوي، و الطرف الثاني مغلوب و ضعيف، بفعل تصنيع و تسليع الثقافة و العقول و الأجساد و تهجين الهويات، و تحويلها إلى ديكور فارغ من محتواه القيمي و المعنوي. تلك هي نظرة العولمة للثقافة الإنسانية، و التي تسعى الثقافات الضعيفة إلى مقاومتها عن طريق العودة إلى التراث و تأصيله و الوقوف على الثابت و المتحوِّل فيه و الدخيل عليه لجعله صمام أمان أمام التيارات التغريبية.

الكلمات المفتاحية

التراث ؛ التأصيل ؛ التصنيع الثقافي ؛ وسائل الإعلام الجماهيرية ؛ العولمة .