الصورة والاتصال
Volume 1, Numéro 1, Pages 14-25
2012-09-01

ضرورة التواصل وثقافة الحوار

الكاتب : أحمد يوسف .

الملخص

قبل الخوض في خلال بعض المسائل المتعلقة بسيميائيات وجب الإشارة إلى طبيعة الحوار بين اللغات؛ إذ إن اللغات ومنها العربية تقبل الحوار مع غيرها من اللغات الأجنبية الأخرى، فبنيتها العامة لا ترفض وجود كلمات أجنبية في داخلها تهاجر إليها من لغة قد لا تنتمي إلى عائلتها اللغوية الواحدة؛ وكثيرا من اللغات تتعرض للخرق من قبل بعض المفردات من لغات أخرى التي تؤثر فيها إلى حد التشويش على نضارتها؛ ولكن لا يستطيع هذا التأثير أن يطاول بنيتها العامة، ويخلخل قوامها المورفولوجي على الرغم من أنها تخضع إلى مقاومة ذاتية ذات طابع جدلي داخلي. إن النسق هو الضامن لحماية بنيتها وثباتها، بل يعد بالنسبة للملكة اللسانية عاملا حيويا في العمليات التواصلية. ولهذا فإن كل فعل تواصلي1 هو بالضرورة أنموذج لساني له تركيب وسنن وسياق. إن اللغات شأنها شأن متكلميها متطلعة أبدا إلى الحوار فهي تتفاعل بتفاعل الثقافات إما بحكم انتمائها إلى أصل لغوي واحد وإما بحكم الجوار الجغرافي وإما بحكم غزو بلد لبلدان أخرى. كل هذه العوامل تبرر هجرة المفردات إلى بيئة لغوية إلى حد تضايق أهلها منها وعدم شعورهم بالارتياح وخشيتهم من ضياع خصوصيات تراثهم اللغوي. بيد أن هذه المفردات لا تضمن بأنها تحتفظ بدلالتها التقريرية، بل إنها قد تكتسي دلالات إيحائية. إن تداخل العلامات من لغات مختلفة لا تؤثر في بنيتها النسقية كما ألمحنا سالفا. إن هذه الأبعاد السيميائية للعلامات تضفي نسبية على الخطابات على الرغم من ورودها.

الكلمات المفتاحية

ضرورة، التواصل ،ثقافة الحوار