دراسات وأبحاث
Volume 6, Numéro 16, Pages 121-143
2015-09-15

سيرورة البنية الإيقاعية عند القدامى و المحدثين

الكاتب : دكاني مفتاحي .

الملخص

عماد الشعــــــــر عناصر أساسية لا يكون الشعر من دونها فهي قوامه ، و إذا خلا منها خفّ تأثيره و وهنت إيقاعاته واقترب في رتابته من النثر ، و من أبرز هذه المقومات عنصر الموسيقى لما به من جرس اللفظة و سلامتها ، و دقة العبارة وانفعالها ، زيادة على الانسجام في توالي المقاطع ، و تردد بعضها بما يحدث في النفس من تميز يكسب النص تأشيرة اقتحام الذات المتلقية حيث تحدث موسيقاه حركة انفعالية قوية لدى المتلقي الذي يتأثر أول ما يتأثر عند سماعه للنص بذلك الوقع الموسيقى الذي يحدثه السجع أو الجناس أو التضاد أو التكــــرار. . . ، حتى إن النماذج الرفيعة من النثر إنما اكتسبت سموها وخلودها بما تخللها من إيقاعات ، و رب نثر أقرب إلى الشعر و شعر يحن إلى النثر، و هذا الذي يمكننا أن نطلق عليه موسيقى الشعر ؛ و يؤكد الباحثون أن الإنسان البدائي عبّر عن عواطفه بأصوات موقّعة تحولت إلى عبارات مسجوعة تطورت بعدها إلى الرجز، ثم غنيت عناصرها الموسيقية في أدائهم فكان من ذلك القصائد الشعرية بأوزانها المتعددة، و الأدلة كثيرة على اهتمام العرب بما امتازوا به من دقة الحس اللغوي و صفاء الذوق الأدبي حتى أقاموا القصيدة كلها على قافية واحدة و وزن واحد و حركة روي واحد ، فإذا ظهر من الشاعر ما يخالف هذه الجوانب الموسيقية توجهوا إليه بالـلائمة والنقد ليستقيم له الإيقاع المطلوب و درء هذا الصدع الذي وقع في بنية ما نظم من شعر، وقصة النابغة مع بيتين من الشعر أصدق دليل على ذلك ؛ فموسيقى الشعر ليست زينة عارضة أو ظاهرة كمالية ، إنما عنصر هام و لازم في إقامة البناء الشعري على اختلاف العصور و الاتجاهات ، لكن التطور و طبيعة العصر جعلا لكل عصر أنماطه البلاغية و إيقاعاته ، و يظهر هذا في حركة تطور الإيقاع في هذا العصر و التي تسير باتجاه البعد عن التفعيلات المضبوطة بين صدر البيت و عجزه، و التخلي عنها تدريجيا، و هذا كان له الأثر البالغ في تكييف بنية الشعر.

الكلمات المفتاحية

سيرورة البنية الإيقاعية عند القدامى و المحدثين