مجلة الحضارة الإسلامية
Volume 17, Numéro 29, Pages 31-54
2016-06-01

ترجيح القراءات القرآنية بأسباب النزول: المعاني العقيدية أنموذجا"

الكاتب : خالد مرزوق .

الملخص

عِلمُ القراءات لا يزال ميدانا مشاعا في كل تفكير، خاصة مصنفات التفسير وبخاصة اللغوية منها التي نجدها مشحونة بالوجوه المتعددة متواترة كانت القراءةُ أم شاذة، وللمفسر بإزاء هذه الوسيلة منهج في عرضها وتوجيهها، كلٌّ حسب أسلوبه العام في التفسير وتطلّب المعنى والحكم باستكناه دلالات النصوص. من ذلك مثلا استرشاد المفسر بأسباب النزول لتبرير مواقفه من القراءات المطابقة للمصحف الرسمي أو المخالفة له، كل ذلك بغية الوقوف على مراد الله تعالى من كلامه. بمعنى: أن علم أسباب النزول ينهض بدور بالغ الأهمية في تمييز العلاقة بين تعدد القراءة القرآنية والمعنى أو استنباط الحكم الشرعي. وما يلاحظ في هذا السياق أن المفسرين القدامى - وإن كانت المادة النصية نزرة – يعمدون إلى ترجيح قراءة على ما سواها من القراءات المخالفة للمصحف الإمام بالاستناد إلى أسباب النزول ما دامت معبرة عن المعنى الذي يرومه المفسر ويجنح إليه، وباستقراء بعض الشواهد فإننا نجدهم بهذا العمل قد أقاموا علاقة بين علم أسباب النزول وعلم القراءات لإفهام القارئ بأن كلا العلمين من أبرز العلوم الرافدة لعلم التفسير. ولمعرفة مدى أهمية تحكّم سبب النزول في توجيه القراءة وترجيح وجه على وجه آخر آثرتُ التمثيل ببعض المواضع ذات الصلة بالمعاني العقدية سواء اتحد المعنى بتعدد القراءات أم اختلف. ولنا أن نسأل: كيف يمكن أن يكون علم أسباب النزول ممثِّلا آلية من آليات تعامل المفسر مع القراءات القرآنية وأسلوبا مماثلا في عرضها وتوجيهها ؟.

الكلمات المفتاحية

علمم القراءات أسباب النزول القرآن الكريم