مجلة المخبر' أبحاث في اللغة والأدب الجزائري
Volume 8, Numéro 1, Pages 179-205
2011-04-01

تيار الوعي، الإرهاصات الأولى للرواية الجديدة

الكاتب : خليــل سليمــة .

الملخص

لقد شهدت الفترة الممتدة ما بين القرن التاسع عشر والقرن العشرين ثورات وتطورات علمية وإنسانية تمثلت أساسا في الثورة الصناعية التي أحدثت خلخلة في البنية الاجتماعية بما أفضت إليه من تغيير في الخارطة العمرانية للمدينة وظهور الطبقة البورجوازية وما صاحبها من تغيرات أخرى، جعلت من الفرد الحقيقة الأساس في العلاقات الإنسانية، إذ أضحى هو معيار الوجود. وقد صاحب هذه الثورة تطور آخر كان على الصعيد العلمي والتكنولوجي الذي تمخض عنه بروز عنصر الآلة التي بقدر ما كانت أداة للبناء، كانت أداة للهدم والدمار؛ بما أفرزته من حروب كان أهمها: الحربان الكونيتان الأولى والثانية، اللتان كانتا بمثابة كسر لسلم القيم. وقد كان لهذه التغييرات الأثر البالغ على نفسية الفرد الذي انهارت أحلامه في أن يحقق العقل الإنساني السعادة للبشرية، فبدأ ينتابه القلق والاغتراب، وهذه التطورات طبعا لم تبق بعيدة عن المجال الأدبي وسيما الرواية التي عادة ما تكون تعبيرا فنيا عن حدة الأزمات المصيرية التي تواجه الإنسان؛ إذ وفي ظل تلك التغيرات باتت الذات المبدعة تحّس غموضا يعتري حركة الواقع، كما تشعر أن الذات الإنسانية مهدّدة بالذوبان والتلاشي. وفي ظل هذا كله أضحت الضرورة ملحة إلى خلق فعل إبداعي حديث يستجيب لمعطيات الحياة الجديدة فظهر في الساحة الأدبية كتاب تأثروا بتلك المعطيات، فكانت حافزا للتمرد على الجماليات الروائية المألوفة، إذ بدا لهم أن ثمة خطوة يتحتم على الرواية أن تخطوها؛ وهي الانتقال من الرواية الاجتماعية التي تعنى بالوصف السلوكي الظاهري إلى الرواية النفسية التي تهتم بالتجربة الشخصية للفرد.

الكلمات المفتاحية

تيار، الوعي، الإرهاصات، الأولى، الرواية، الجديدة