مجلة المخبر' أبحاث في اللغة والأدب الجزائري
Volume 7, Numéro 1, Pages 229-235
2010-01-01

رواية التّأسيس في اليمن بين "فتاة قاروت" و"سعيد"

الكاتب : رحيم عبد القادر .

الملخص

يصطدم الباحث في مجال الرواية العربية بكثرة الآراء واختلافها حول أوّل رواية عربية من حيث النشأة، فأغلب النقاد في المشرق العربي، وبخاصة في مصر، يجمعون على ريادة "زينب" لمحمد حسين هيكل الصادرة عام 1919، إذ يرى بطرس خلاق أنّها "باكورة الرواية العربية الفنية"( )، وهي في رأي آخر نتاج "احتكاكه المباشر بآداب الغرب"( )، غير أنّ لغيره رأيًا آخر يجزم من خلاله بريادة رواية "الهيام في جنان الشام" لسليم البستاني، التي يعود تاريخ نشرها إلى عام 1870، أي أنّها تسبق ظهور "زينب" بنحو أربعين عامًا ونيفا. ولربما يذهب بعضهم إلى أبعد من ذلك، إذ يَعُدُّ "غابة الحق" لفرانسيس فتح الله مراش، الصادرة عام 1865، أو"حكاية العشاق في الحب والاشتياق" للأمير مصطفى محمد بن إبراهيم الصادرة عام 1944 باكورة الرواية العربية. ولعلّ عدوى الريادة قد انتقلت من الإقليمية إلى القُطرية في العالم العربي، فهذا اليمن السعيد يختلف فيه النقاد والباحثون حول أوّل رواية كُتِبَت في تاريخه، فبين منتصر لرواية "فتاة قاروت" لأحمد عبد الله السقاف ومؤيد لرواية "سعيد" لمحمد علي لقمان" تغيب الحقيقة النقدية في قُطر ظلّ ردحًا من الزمن "بعيدًا عن دائرة الاهتمام".( ) ويبدو أنّ القطع بريادة إحدى الروايتين منذ البداية هو أمر سابق لأوانه، فالموضوع يحتاج إلى كثير من التثبت والتروي، لهذا تنبغي الإشارة – أوّلا – إلى الظروف التي أحاطت بكتابة الروايتين، وهذا من خلال التذكير بسيرة الكاتبين كلٌّ على حدة.

الكلمات المفتاحية

رواية، التّأسيس، اليمن، فتاة، قاروت، سعيد