التعليمية
Volume 5, Numéro 1, Pages 144-151
2015-07-04

أهمية التكوين في أجرأة المقاربة بالكفاءات

الكاتب : معمر الدين عبد القادر .

الملخص

اعتمدت وزارة التربية الوطنية الجزائرية– على غرار عدة أنظمة تربوية أخرى - ممارسة بيداغوجية جديدة هي المقاربة بالكفاءات. وذلك لتحسين مستوى الأداءات والنتائج المدرسية عموما. إضافة إلى ربط المدرسة بالمجتمع من خلال جعل المتعلم قادرا على التصرف بتوازن أمام وضعيات مشكلة ومواقف من حياته اليومية. وعلى الرغم من المجهودات الكبيرة التي بذلت في هذا الشأن، فإن التنمية الفعلية والعملية للكفاءات لم ترق إلى المستوى المطلوب. فما زالت هناك صعوبات وتحديات تعترض هذه العملية وذلك لأسباب كثيرة نذكر منها على سبيل المثال: - استمرار ممارسة أنماط التعليم القديمة. - نقص التكوين الفعال وسوء الفهم الجيد للمقاربة بالكفاءات أدى إلى عزوف المعلمين عنها. - مقاومة بعض المعلمين لكل ما هو جديد وتفضيلهم للطرائق التقليدية بححج واهية مثل قولهم : « لسنا نرى تغييرا كبيرا عما تعودنا عليه سابقا مع تلاميذنا داخل الأقسام »، وقولهم: « إن كل الإطارات الجزائرية التي شهد لها بالتفوق والتألق في شتى حقول المعرفة – قبل الإصلاحات الحالية - كانت ثمرة المدرسة التقليدية ».وقولهم: « إن أبناءنا أصبحوا فئران تجربة للمداس الأجنبية ...» - ممارسة المقاربة بالكفاءات من حيث الشكل فقط. فكثير من المعلمين في التعليم الابتدائي ينجزون مذكراتهم – مخططات النشاطات اليومية – وفق هذه المقاربة الجديدة. إنهم يسجلون عليها العناوين المطلوبة مثل: الكفاءة المستهدفة، وضعية الانطلاق، وضعية بناء التعلمات، ووضعية الاستثمار. غير أن النشاط المخطط يمارس وفق المقاربات التقليدية. وفي ضوء هذه الوضعية المختلة، يتضح لنا أهمية التكوين كخيار استراتيجي لأجرأة وتثبيت المقاربة بالكفاءات في مدارسنا التربوية، وجعلها ممارسة يومية تزيل الصعاب وترفع اللبس، وتقدم تصور مشترك ومنهجية واضحة ومتجانسة بين كل الأطراف الفاعلة في العملية التعليمية. ولذلك سوف نتطرق في ورقتنا البحثية - بمناسبة الملتقى الدولي الأول حول تكنولوجيا التعليم والعملية التعليمية، والمنظم بكلية الآداب واللغات والفنون بجامعة الجيلالي اليابس يومي 15/16أفريل 2015 - إلى بعض التصورات والمقترحات التي ينبغي إدراجها في تكوين المعلمين بهدف تنمية مهاراتهم وتحسين ممارساتهم البيداغوجية وفق المقاربة بالكفاءات، استنادا على أفكار عالمية، وتجارب ميدانية. وقبل أن نعرض لبعض المفاهيم القاعدية لتكنولوجيا المقاربة بالكفاءات التي يتعين على المكون إدراكها، نرى أنه من الضروري التذكير بالمقاربة التاريخية لنماذج التعلم.

الكلمات المفتاحية

المقاربة بالكفاءات