أبحاث
Volume 2, Numéro 2, Pages 129-141
2014-12-01

التلاقح الصوتي الدلالي في قصيدة "يا ليل" العيد محمد علي خليفة*

الكاتب : خيرة بوخاري .

الملخص

الشعر تجربة حية تنبثق من دواخل النفس الإنسانية ونوازعها، يرتسم فيها ثقل الحياة وأعباءها، وأفراحها وأحزانها، فصار بذلك سجلا يحفظ للأمة تراثها وتاريخها، كما يصنع مجدها وفخرها. والجزائر كباقي الأمم الأخرى لها تراثها وأدبها الذي يحفظ كيانها، ويربط حاضرها بمستقبلها، مما يتطلب من كل دارس الاهتمام به، وإخراجه من ظلمات النسيان والاحتجاب إلى نور القراءة والاستظهار. وشاعرنا "محمد العيد آل خليفة" كان من بين المناضلين الأوائل الذين شاركوا الجزائر محنتها ونضالها الطويل ضد جبروت فرنسا وعدوانها، بحياته وفكره وقلمه، وبالرغم من كل ما لحقه من ظلمها وبطشها، إلا أن ذلك لم يثني عزيمته عن الدفاع عن وطنه والإيمان بحريته وكرامة شعبه وسيادته، فلطالما بثّ عن طريق شعره روح العزيمة والصمود أمام جور الاستعمار، مؤمنا بقرب انجلاء ليله وبزوغ فجر الحرية والاستقلال. ولعل هذا ما خلّده في ديوانه الشعري الكبير في قصيدته "يا ليل"، التي نشرها في العدد 145 من جريدة البصائر عام 1951م. إن أول ما يستوقف أي باحث متفحص لهذه القصيدة، تلك الهندسة اللغوية التي تنم عن ذلك التلاقح الصوتي الدلالي فيها؛ لأن النص الشعري الحديث « لم يعد مجرد دفقات شعرية (...)، بل أصبح النص الشعري مشروعا كبيرا، يتم العمل فيه من خلال القوانين الموضوعية للإبداع، وصار هناك نوع من الحوار بين اللغة بمستوياتها الدلالية والتشكيلية من ناحية، والبناء بعمارته الخارجية وتقنياته الداخلية من ناحية أخرى»"1"تنطلق من الصوت كبنية تحتية يرتكز عليها الشاعر ليمدّها بإشعاع روحه وطاقة انفعالاته. إن الكشف عن آليات التصميم الهندسي لهذا الجسد السيمتري، يستوجب منا استنطاق مكنوناته الصوتية الدلالية، «فلا يتم الفهم العميق والدقيق للفن إلا من خلال تعاليم لغته الفنية ووسائله الجمالية، وما دام وعاء الأدب ومادته الأصوات والألفاظ، فأي تحليل للأدب لا يتحقق إلا من خلالهما، أي عن طريق تحليل القالب اللغوي والصوتي للعمل الأدبي»"2"وأول ما سنقف عنده في هذه الدراسة هو عتبة العنوان.

الكلمات المفتاحية

تلاقح صوتي ;تلاقح دلالي ; "يا ليل" ;محمد العيد محمد علي خليفة ;