مجلة الحضارة الإسلامية
Volume 16, Numéro 26, Pages 503-515
2015-02-01

محاولات حزب الشعب الجزائري الوحدوية مع الأحزاب المغربية في الفترة الممتدة مابين 1937/1954م

الكاتب : الزهرة صوافي .

الملخص

آمنت الحركة الوطنية الجزائرية بقضية الاتحاد بين أقطار المغرب العربي منذ نشأتها، فكان نجم شمال إفريقيا السباق إلى المناداة باستقلال المغرب العربي بما فيه تونس والمغرب الأقصى والجزائر.حيث صرًح مصالي الحاج قائلا:" بأن الجزائر جزء لا يتجزأ من شمال إفريقيانظرا لمقوماته الحضارية الواحدة وخضوعه لنفس الاستعمار الغاشم .لقد دافع نجم شمال إفريقيا منذ تأسيسه سنة1926م،عن مصالح شمال إفريقيا، وندد آنذاك النجم في بيان له سنة 1927م، بإقحام المستعمر الفرنسي للجزائريين والتونسيين في حرب الريف بالمغرب،كما أشاد بجهاد المغربيين، وحث البيان على عدم التعاون مع الاستعمار.1،وبرغم ذلك فضّل التونسيون والمغاربة الانفصال عن النجم سنة 1927م بحجة أن طبيعة الاستعمار الموجود بالجزائر ليس نفسه الموجود بتونس أو المغرب2 رغم ذلك لم تنقطع الاتصالات بين زعماء الحركة الوطنية المغاربية، والدليل هو وجود شخصيات جزائرية مثل الشيخ أحمد توفيق المدني الذي أصبح أحد أعضاء اللجنة التنفيذية في الحزب الدستوري التونسي، أضف إلى ذلك أنّ الحزب الدستوري كان يستشير شخصيات جزائرية، كما هو الحال عندما طلب من الشيخ عبد الحميدبن باديس التوسط من أجل حل النزاع الداخلي الذي كان قائما بين عبد العزيز الثعالبي والحبيب بورقيبة في جويلية 31937و في نفس الإطار وتحت تسمية أحباب الأمة انتقل ممثلو النجم المنحل إلى تونس للتعريف بأفكار النجم وشرح الحالة السياسية للجزائر، وإرساء قواعد الاتحاد المغاربي. وكان الوفد يتكون من لحول حسين ،وحمداوي ،ومحمد قنانش ،ومفدي زكرياء،و غرافة إبراهيم ،ودحمان بن عمار ،وكان ذلك في أوائل فبراير 1937 وتم كل ذلك في سرية تامة، حيث انتقلوا من الجزائر إلى مدينة قسنطينة ليلا، حتى لا يكشف أمرهم من قبل الشرطة الفرنسية حيث قضوا فيها يوما واحدا، وواصلوا مسيرتهم على الساعة العاشرة ليلا فوصلوا صباحا إلى الحدود التونسية، وما كانت وثائق المرور يومها تتعدى بطاقة التعريف الوطنية فقط، وصادف يوم سفرهم هذا عيد الأضحى المبارك، كانت تونس تعيش حالة من البؤس لا مثيل لها، بررتها الجثث الذي صادفها الوفد في الطريق من شدة الجوع والعطش، وهي الوضعية الإنسانية التي عمل الحزب الدستوري التونسي4 على التضامن والتعامل معها،ورغم أن الظرف السياسي لم يكن مناسبا إلا أن تونس آنذاك كانت على موعد مع لجنة الفينو التي ستدرس إصلاحات الجبهة الشعبية الفرنسية.6والتي علّق عليها الوطنيون التونسيون أمالا كبيرة.

الكلمات المفتاحية

الحركة الوطنية حزب الشعب المغرب الأحزاب