افاق فكرية
Volume 4, Numéro 1, Pages 121-127
2016-01-05

اللغة الصوفية وتجلياتها في فكر المقاومة عند الأمير عبد القادر

الكاتب : بن طرات جلول .

الملخص

يمثل التاريخ في حركته حوارا بين الماضي والحاضر، أين تظهر طبيعة هذا الحوار حاضرة في تجربة الأمير عبد القادر التي اختزلت كل القيم التي أنتجت فكره وسلوكه، وجسدت علاقته بالمقاومة التي تمثل حجر الأساس لشخصيته وهويته، لاسيما تلك اللغة الصوفية التي تشبع بها لتعزيز فكر المقاومة وترشيد قيم الثورة في خطابه السياسي والعسكري، ومن ثم فقد يغدو هذا الخطاب نظرية في السلوك والمعرفة حاول من خلاله أن يسمو روحيا وتربويا واجتماعيا لإقامة مشروعه، الذي خلق في رحم هذه اللغة الصوفية واكتملت ملامح بنائه في تلك المقاومة التي استشرفت من خلالها الجزائر مستقبل الثورة، للتحرر من وحشية الاستعمار وتجاوز أشكال القمع والبؤس والفقر التي تعايش معها الشعب الجزائري ضمن تاريخ نضاله. ومن هذا المنظور فإن ما انطوت تحته تجربته التاريخية قد يعكس تصوفه الذي اختزل قيم الزهد والورع وديمومة مناجاته الربانية التي حددت مفهوم القيادة في مظهرها السياسي والعسكري والديني، ولهذا الغرض فقد سلك الأمير هذا النهج ليزود الجنود بقوة روحية تضاف إلى القوة العسكرية، فقد استطاع فكر المقاومة عنده أن يجمع بين الطاقة الحسية والمعنوية لتصبح قوة الخطاب الصوفي عند الأمير كنموذج لأصالة الجهاد الإسلامي التي استمدت عناصرها من اللغة والدين والوطن لتتمثل قراءته العميقة لطبيعة تسيير أمور الدولة وفق الأسس التي وضعها الأمير عبد القادر، وبذلك فإن القيم التربوية التي استوعبها لم تولد من العدم وإنما هناك جملة من العوامل قد ساهمت في تكوين وجدانه خاصة تلك الكتاتيب القرآنية التي رسمت طريقا تعبديا للأمير شكلت رحلته التصوفية وهو ما يعكس الترميز اللغوي في قصائده الشعرية عندما دافع عن البدو بخلاف الحضر وتعزيزه للقيم الجمالية التي تحمله قوافي الشعر والخيمة عكس البيوت المصنوعة من الطين والحجر وهو ما يظهر من خلال أبياته الشعرية.

الكلمات المفتاحية

التصوف ، فكر المقاومة، شعر الثورة ، الامير عبد القادر، الجزائر