حوليات جامعة قالمة للعلوم الاجتماعية والإنسانية
Volume 3, Numéro 1, Pages 167-192
2009-12-31

ابن رشيـق همزة وصل بين المشرق والمغرب - كتاب "العمـدة" نموذجا 390 هـ - 453 هـ

الكاتب : عساسلة فوزية .

الملخص

كانت بلاد القيروان لفترة طويلة مركزا للقادمين من المشرق، خاصة حين تولى المعز بن باديس إمارتها، واستقرت أوضاعها وطاب العيش فيها. فكان المتعلم بالمغرب يطمح إلى الالتحاق بها ليأخذ عن علمائها . فنبغ بفعل ذلك علماء كثيرون، خاصة عند تشجيع أميرها المعز للحركة العلمية، وخاصة الأدبية منها، فاجتمع ببلاطه الأدباء والشعراء والنقاد. في هذه الفترة نبغ ابن رشيق أحد أبناء المسيلة، فطبّقت شهرته الآفاق بعد تأليفه كتاب العمدة، الذي تمثّل فيه نظرية الأدب عند العرب أحسن تمثيل، فلم يكن ثائرا على قديم العلوم العربية، ولا مسلّما بها إلى درجة العبادة، وإنما كان بين مُلم بها ومخالف لها في الحين ذاته بما يقتضيه العلم والمنطق. أردنا في هذه الدراسة أن نتطرّق إلى أهم ما أخذه عن المشارقة، وتبيين مدى محافظته أو مخالفته لهم، كما حاولنا ذكر ما سبق إليه من نظرات علمية حديثة النشأة عند الغربيين، قد تعرّض إليها الرجل نتيجة تمثّله لعلوم العربية أحسن تمثّل، جاعلا إياها قاعدة صلبة لبناء البلاغة العربية. يعد ابن رشيق المسيلي من أعلام المغرب الذين جمعوا نظم الشعر، ونقد الأدب، وتراجم الشعراء. ولقد طَبّقت شهرته الآفاق بعد أن ألّف كتاب العمدة، الذي تمثّل فيه نظرية الأدب عند العرب أحسن تمثيل، كما بدا فيه عالما بالبلاغة، ملما بمباحثهـا، مدركا أسرارها، وتدلنا على ذلك ثقافته الواسعة التي دلّت على إلمامه الكبير لأقوال المشارقة، مع حسن مخالفة ومعارضة لهم في الوقت نفسه.

الكلمات المفتاحية