افاق فكرية
Volume 4, Numéro 2, Pages 100-116
2016-10-12

وضعية المرأة التونسية في الريف والحضر قبل الاستقلال واليوم

الكاتب : فتحية ديش .

الملخص

لم يكن وضع المرأة عبر التاريخ ثابتا ولا مستقرا، بل شهد عدة تقلبات وعرف عدة تحولات اختلفت بحسب اختلاف الحضارات وبحسب تنوع الديانات. فلقد قدسها الرجل وألهها(1) وذلك بفضل قدرتها على الولادة وعلى بعث الحياة تارة، و تدنت مكانتها واحتقرت. ومورست عليها شتى أنواع القهر والقمع تارة أخرى. ونظرا لأهمية المسألة، أردنا البحث في محور وضعية المرأة التونسية وذلك عن طريق الخوض في الإشكالية التالية: إلى أي مدى تغيرت وضعيتها في الريف والحضر اليوم بالمقارنة بما كانت عليه قبل الاستقلال؟ وماهي العوامل المساهمة في ذلك؟ اخترنا النظر في تلك المسألة لدوافع عديدة يتمثل أوّلها في الحضور البارز للمرأة التونسية وأهمية موقعها في الحياة الاجتماعية بمختلف جوانبها. أما الدافع الثاني، فيكمن في أن هذه المسألة لم تحظ في ظنّنا بالاهتمام العلمي اللازم، بعد أن ران على معظم الدراسات الإطار النظري وأهمل الجانب الامبيريقي. ولا نخالنا مبالغين إن قلنا إن هاجسنا الميداني حدا بنا إلى اختيار تونس نموذجا وتحديدا ولاية صفاقس الواقعة بالوسط الشرقي للبلاد التونسية كمجال أجرينا داخله الدراسة الميدانية. وركزنا على صفاقس تحديدا باعتبارها تمثل ثاني أهم الولايات التونسية وتتميز بوزنها الديمغرافي والاقتصادي والسياسي، كما أنهاخضعت للعديد من التغيرات الاجتماعية بعد الاستقلال، ثم إن معرفتنا الجيدة لهذه المدينة واستقرارنا بها منذ أمد طويل ييسر علينا عملية فهم بعض الظواهر والالمام ببعض جوانبها. تم اختيار العينة من مختلف مناطق هذه الولاية. وقسمت إلى مجموعتين، الأولى تعد 10 نساء من الأوساط الريفية. وتعد الثانية 10 من نساء الأوساط الحضرية من مختلف الأعمار والشرائح الاجتماعية. وزعنا العينة على النحو التالي: 6 يشتغلن في القطاع الخاص و6 يشتغلن في القطاع العمومي و4 يشتغلن في المنزل و4 صاحبات مشاريع خاصة. وتم اختيار هذه العينة بطريقة عشوائية. تسعى هذه الدراسة إلى بلوغ أهداف معينة، تتمثل أساسا في التعريف بأهم الأدوار الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تضطلع بها المرأة التونسية اليوم وإلى الكشف عن تأثير ذلك على وضعيتها وبالتالي على مكانتها داخل المجتمع وإلى تبين العوامل التي ساعدت على ذلك. ولبلوغ تلك الأهداف، اعتمدنا على المنهج الوصفي التحليلي، فوصفنا أهم المعطيات التي جمعناها وحللناها عن طريق تقنية الملاحظة البسيطة وبواسطة المقابلات نصف الموجهة التي أجريناها مع أولئك النسوة، هذا فضلا عن الاستعانة ببعض الإحصائيات التي كنا قد تحصلنا عليها من خلال الدراسة الميدانية التي قام بها برنامج الأمم المتحدة للتنمية في 2013. وكذلك التقرير الذي أعدته رابطة الناخبات التونسيات في 2014 حول المسار الانتخابي و مشاركة المرأة في تونس. وكانت هذه الاحصائيات بمثابة الإثبات والدعم لبعض المعطيات أو المعلومات التي كشفتها لنا الدراسة الميدانية، كما كانت بمثابة الأداة التي ساعدتنا على التوسع في بعض المسائل والتعمق فيها.

الكلمات المفتاحية

المراة ،المرأة التونسية ، الريف ، الحضر، دراسة ميدانية، قبل الاستقلال، الحاضر