مجلة الحكمة للدراسات الاجتماعية
Volume 4, Numéro 7, Pages 171-184
2016-05-08

التكنولوجيا والتطور المجتمعي (أنواع المجتمعات عبر التاريخ) : نظرية التطور البيئي لجرهارد لنسكي

الكاتب : سليمة مداني .

الملخص

يحيل المجتمع على أناس يتفاعلون في إقليم محدود ويتقاسمون ثقافة معينة، إن قصة "ماركس" حول المجتمعات تدور كلها حول الصراع الذي يبرز لما يعمل الأفراد ضمن نظام اقتصادي لإنتاج الخيرات المادية. يقص "ماكس فيبر" حكاية أخرى، مظهرا أن قوة الأفكار تشكل المجتمعات. يقابل "فيبر" بين التفكير التقليدي للمجتمعات البسيطة والتفكير العقلاني المهيمن في المجتمعات المعقدة لأيامنا هذه. أما "دوركايم" فيقترح تطورا اجتماعيا خطيا لكل المجتمعات البشرية عبر نفس المراحل ونحو تعقيد وعقلنة متزايدان. من جهته يصنف السوسيولوجي "جيرهارد لانسكي" المجتمعات بناء على مستوى التكنولوجيا، الاتصالات والاقتصاد. هو تقريبا نفس النظام الذي طوره قبله الأنتروبولوجيان "Morton H frit"، منظر صراعي و"Elan Service"، منظر إدماجي، واللذين أنتجا نظام تصنيف لمجتمعات كل الثقافات الإنسانية يقوم على تطور اللامساواة الاجتماعية ودور الدولة. تستعرض هذه المداخلة التصنيفية النموذجية (typologie) البيئية-التطورية للمجتمعات البشرية لصاحبها "Gerhard Lenski"، القائمة على مستوى التكنولوجيا بالمجتمعات وفق طبيعة الوسط البيئي، في علاقتها بمختلف أبعاد اللامساواة الاجتماعية. بعبارة أخرى يهدف المقال إلى التعريف بنظرية حول التطور المجتمعي لجيرهارد لنسكي، أين يمنح العامل التكنولوجي دورا فاصلا في الحركية المجتمعية واللامساواة المجتمعية (كيف يعمل العامل التكنولوجي على نشأة وتكريس اللامساواة المجتمعية)، والتي هي مجهولة تقريبا في ساحتنا العملية الجزائرية. يساعد هذا المقال على فهم الفوارق والاختلافات الكبيرة ما بين المجتمعات التي تواجدت عبر تاريخ البشرية. أين يستعمل الباحث (جيرهارد لنسكي) لفظة التطور السوسيو- ثقافي للإحالة على التغير الذي يحدث لما يكتسب المجتمع تكنولوجيات جديدة، تغيرات على عديد الأصعدة، الاجتماع الثقافة، السياسة، القوة العسكرية والاقتصاد.

الكلمات المفتاحية

تصنيف المجتمعات، التكنولوجيا، الثقافة، الأنثروبولوجيا، اللامساواة المجتمعية