الموروث
Volume 5, Numéro 5, Pages 174-183
2017-06-01

الحجاج والتواصل

الكاتب : شهرزاد غول .

الملخص

عرفت البلاغة المعاصرة تطورات جمّة في ظل الثورة اللسانية الحديثة. فقد كان يُنظر إليها على أنها علم قديم مرتبط بالإفراط من جهة وبالكتب المدرسية من جهة أخرى. إلاّ أنها فرضت نفسها في عصرنا الحالي بمختلف وسائلها التعبيرية. فبعدما حدد الكثير من الأدباء والنقاد حركتها ووظيفتها واختزلوها في نظرية الصياغة التي حصرتها في البحث عن الصور والوجوه البلاغية والزخارف والصنعة وإجمالا في الأسلوب فإنها تجدد الاهتمام بالمناحي التداولية المرتبطة بنظرية الحجاج اللغوي الذي كشف عن جوانب عميقة من البلاغة بوصفها تأملا في اللغة والفكر وأنها لسانيات ذهنية عامة فهي تتعلق ( بكل اللغة ) كما أنها ( لغة الكلّ ) لقد تناول المفكرون – قديما – قضية الحجاج في إطار الخطاب الشفوي المباشر من جهة والمساعدات المقامية الشكلية من جهة أخرى. أمّا الحجاج في الدرس البلاغي المعاصر، فقد برز الاهتمام به في الحقلين اللساني والنقدي. مما جعل البلاغة تفرض نفسها في مختلف ميادين المعرفة الاجتماعية والسياسية والقانونية والإعلامية بكل أنواعها، إضافة إلى الدينية والنفسية والأدبية والفنية، الأمر الذي جعل من هذا النوع المميز أن يحقق بعدا ترابطيا بين البلاغة ونظريات التواصل، والسيميائيات في مجال وصف الخصائص الإقناعية للنصوص وتقويمها. كما أصبح للتواصل مجاله الواسع، الذي يقوم على القصدية الصريحة، وعلى الدلالة الإبلاغية من خلال التأثر والتأثير المباشر في سلوك المخاطب، وقد اُستخدم الحجاج في فرع من فروع النظرية العامة للتواصل خاصة الفرع الذي اعتنى بالرسائل الإقناعية. نشأ الحجاج في بيئة بلاغية وكلامية تعتني بالحوار وفن الإقناع، وأضحت البلاغة تسير في أفق إنساني يتلاقى مع السيمولوجيا، وتخطت دراسة اللغة وتحليل النصوص إلى فلسفة تفكير وثقافة للمجتمع وأسلوبية للحوار. هذا ما جعلها تكتسب طبيعة الازدواجية بين الآلية الحجاجية والآلية التواصلية على مستوى الملفوظ والمكتوب. فما العلاقة بين نظريات التواصل والحجاج؟ وما العلاقة بين البلاغة والحجاج والتواصل؟

الكلمات المفتاحية

الحجاج ; التواصل ; اللغة ; البلاغة ;التواصل ;