الموروث
Volume 5, Numéro 5, Pages 74-90
2017-06-01

التطور الدلالي في ألفاظ العلوم الحديثة

الكاتب : جلول سليم حمريط .

الملخص

ينظر الباحثون والمعنيون بدراسة اللغة على أن ظاهرة التطور الدلالي تبدأ بشكل أو بآخر منذ بداية الإنسان في التفكير، وهم بذلك يضعون تفسيرات لعامة الظواهر، مما ينعكس إيجابا على خدمة التوجه الدلالي، محددين بذلك وظائف التعامل اللغوي باعتبار اتفاقهم على أن اللغة: فعل كلامي اجتماعي ترتكز عناصره على مستويات اللغة أثناء الأداء اللغوي. ومن أبرز مستويات اللغة المستوى الدلالي، يمتّن المعنى تجلية للصورة عند المتلقي، وليس من المبالغة إذا قلنا أن دخول الدلالة في فلك التنظير، تغير مسارها من مجرد أداة لتفسير المعنى وشرحه، إلى ضبط الفهم بفرضية التبليغ، وإيجاد آلية تحقق مسلك الوقوف على المعنى. وتتكفل أهمية السياق بالفهم المناسب للأشكال اللغوية، بنمط دلالي يستدعي مقاربة تخصه دون غيره، إذ يعتبر تفسير ظاهرة التطور الدلالي تعبيرا عن معنى قائم على ملفوظ، وبذلك يتراءى لنا عند تشريح النصوص، وأثناء تمحيص الألفاظ مظاهر التطور الدلالي، كالتخصيص، أو التعميم، أو العلاقات الدلالية في مجمل القصد من إنتاج السلسلة الكلامية، بدء من الأصوات وانتهاء بالمعاجم. لأن المعاني الدلالية المتواجدة ضمن التراكيب قد لا تكون معان بعينها واردة في المعاجم، بما أفصحت عن مقاصد المعاني الدلالية. ولا نريد هنا أن نضيق من شمولية مدلول الكلمة، وإنما نريد أن نبين أن للدلالة أكثر من وجه دلالي يخضع للسياق والتركيبـ لتنصهر جملة هذه العناصر كلها في بوتقة واحدة، لتسهم في بناء التطور الدلالي للعلوم الحديثة، وهو تلك القدرة على تجاوز ما هو منجز. وعموما فإن التطور الدلالي ينطلق أول ما ينطلق من المفردات واضعا نصب عينيه، الحالة المعجمية، ثم يبحث في تاريخها اللغوي، ملتمسا الاستعانة بمنهجها التطوري، دلالة وسياقا، وتموقعا مرورا بدراسة الأصوات وعلاقات التركيب منتهيا إلى السمات الفنية في تحديد المعنى المراد نقله.

الكلمات المفتاحية

التطور الدلالي ; ألفاظ ;العلوم الحديثة