الموروث
Volume 5, Numéro 5, Pages 51-73
2017-06-01

علم تأريخ الأدب بين انسداد الرؤيا ومشاريع التجديد

الكاتب : لخضر بوخال .

الملخص

كان التاريخ الأدبي، ولا يزال، مادة خصبة للنقاش والبحث في الإنسانيات، ويرجع ذلك أساسًا إلى مشاركته الثقافية والسياسية، وإلى وظائفه الاجتماعية والمؤسّساتية. كما أنّ لعلاقاته مع الخطابات والعلوم الأخرى دورًا كبيرًا في الموضوع، فقد اعتبر لفترات طويلة من الزمن صاحب المرتبة الأولى بين الدراسات الأدبية الأخرى (نظرية الأدب، النقد الأدبي)، الأمر الذي جعل من السياق التاريخي عاملًا أساسًا لتشكيل الأعمال الأدبية وتأويلها. وقد مرّ هذا العلم بفترات مختلفة، تفاوت فيها مقامه ومقدار الاهتمام به، فمن العصور الزاهرة التي ساد فيها بين العلوم الإنسانيّة على تنوّع في المشارب والمنازع، إلى أزمة الثقة التي سلبت منه والطريق المسدود الذي وصل إليه في النصف الثاني من القرن العشرين. وتفضي بنا رحلة تقصّي خصائصه ومناهجه إلى مرحلة التجديد، ومحاولات إعادة الاعتبار لعلمٍ لا يمكن إغفال دوره في علاقته مع الظاهرة الأدبيّة على وجه الخصوص. قصد إضاءة بعضٍ من هذه المسارات في كينونة التاريخ الأدبيّ، تأتي الصفحات التالية. حيث أنّنا إذاما تتبّعنا مسيرة هذا "العلم" في علاقته بالفن والأدب، استطعنا أن نقارب بعضًا من خصائصه ومناهجه المختلفة؛ في البداية بالمعنى الكلاسيكيّ تصوّرًا ومنهاج بحث، ومن ثمّ محاولات التجديد المتعدّدة التي رغب أصحابها تطبيق وجهات نظرهم على آليات التأريخ الأدبيّ. كلّ ذلك تمهيدًا منّا لتفصيل الحديث في مشروع هانس روبرت ياوس مع "جمالية التلقّي"، وما تحاوله من إعادة الاعتبار للتاريخ الأدبي من خلال "تاريخ التلقّيات".

الكلمات المفتاحية

علم تأريخ الأدب ; التجديد