دفاتر مخبر الشعرية الجزائرية
Volume 9, Numéro 1, Pages 70-80
2024-06-30

رواية "امرأة من ظفار" للزبيدي: تسريد المسكوت عنه

الكاتب : الجابري مبارك .

الملخص

شكل عام 1970 انتقالا نوعيًا في عُمان على أصعدة عدة، كان مركز انبثاقه تولي الراحل السلطان قابوس بن سعيد زمام الحكم وتوحيده البلاد تحت نظام السلطنة، فقد تبع ذلك تمكنه من القضاء على ثورة ظفار التي ورثها من حكم أبيه، وهي ثورة أيديولوجية قبل كل شيء، رفعت شعارات اليسار، واغتذت بشيء من قومية جمال عبدالناصر، ومرت بأطوار عدة، من مجرد التعبئة الأيديولوجية إلى الكفاح المسلح الذي تعدى حدود المنطقة الجنوبية. كان القضاء على الكفاح المسلح لهذه الثورة في منتصف السبعينيات، وقد اعتمدت السلطة السياسية بعده جملة من القيود لإخفاء إرث هذه الثورة والحرب التي دارت، وذلك في سياق التحكم في الخطاب الذي كان ينشأ ليؤسس الدولة الحديثة كما أراد بناءها السلطان الراحل، دولة لها طابع وحدوي بعيد عن التحزب السياسي أو الطائفي، فطُمِر إرث تلك المرحلة تحت طي الكتمان طيلة فترة حكم السلطان قابوس؛ ولذا لا نكاد حتى وقت قريب نعثر عند الكتاب العمانيين إلا على كتابات قليلة اقتربت منها بالسرد المخيِّل؛ لما يكفله لها هذا السرد من قدرة على مواربة السلطات، وإن لم يسلم معظمها من المصادرة والمنع. تقارب هذه الورقة تجربة أحمد الزبيدي من خلال رواية "امرأة من ظفار" بوصف هذه التجربة أول تجربة في السرد العماني تناولت تلك المرحلة، فتتبع الورقة استراتيجيات بناء الخطاب في هذه الرواية لتخييل المسكوت عنه، بما في ذلك كيفية إسهام الخطاب في تشكيل سرد الثورة بصفته مستفتَح تسريد تجربتها في ظفار، في سياقٍ يكون فيه تسريد المسكوت عنه مبررا للأدب وحضوره، أي في سياق العلاقة المتبادلة بين خطاب هذا السرد والأيديولوجيا، سواء من جهة ما توفره له من فتح لممكنات التخييل والتأويل، أم من جهة قدرته، أي الخطاب، على ملء "بياضات" سرد الثورة في المخيال الجمعي.

الكلمات المفتاحية

ثورة ظفار، الأيديولوجيا، الخطاب، المسكوت عنه، السلطة