قراءات
Volume 3, Numéro 1, Pages 57-72
2011-05-02

النص التراثي بين المفهوم والقراءة

الكاتب : نعيمة سبتي .

الملخص

يعد النص التراثي قابلا للقراءة النفعية لما يختزن في ثناياه من قيم معرفية وجمالية تستجيب لمطالب العقل والروح معا، وقد أخذ حيزا كبيرا من المحاولات والتجارب التي تؤكد وعي المنظومة الثقافية بواقع هذا النص ،الذي يعد نسيجا من العلاقات المعرفية والتاريخية، المتقاطعة ضمن دلالات تخضع للسياق الثقافي الذي تتم فيه القراءة. باعتبارها مفهوما إجرائيا يساعد على فهم مرتكز التراث باستمرار. ومن الضروري الوعي بحقيقة النص التراثي لأنه يمثل الجانب التثقيفي للذات الإنسانية، لتستطيع بذلك الانتقال لمنافسة الأخر بعد تأسيسها لخطاب تراثي قائم على إدراك تجليات النص المتعددة والمتواصلة، ومسايرتها – في نفس الوقت – للمعاصرة ومتابعة تجلياتها بشكل دائم ومستمر. قد نتساءل لماذا نقرأ التراث؟ لما الاهتمام بنصوص كانت سابقا حكرا على زمن ما.......؟، وقد تكون الإجابة إشكالا للفكر والمعرفة من قبل تحديد بسيط للتراث بأنه نص مفتوح على التعدد والمعرفة الشمولية، وان قراءته هي عامل نفسي مشترك بين جميع الشعوب. وهذا البحث جزء من إشكالية داهمت الفكر في الحياة العربية وأطّرت بحوثا ودراسات انطلاقا من إيجاد قراءة واعية للنص التراثي، فكيف نقرأ النص التراثي قراءة واعية تؤصل أطره المنهجية، التي تبين لنا فاعلية التجاوب معه لا ضده، والإفادة منه لا الانغلاق عليه؟ وهكذا سيكون الحديث عن التراث باعتباره "مقروءًا" من جهة و"القراءة" باعتبارها سلطة فاعلة في الخطاب المعاصر، فمفهوم القراءة المعاصرة يقترن بإعادة إنتاج المعرفة عن طريق التأويل، بحيث لا تقل فيه قيمة القارئ عن الموضوع وتصبح معه النصوص قابلة لمستويات متعددة من القراءة تختلف باختلاف الذات القارئة وشروطها التاريخية من أجل جعل معنى النص في تجدد مستمر، وهي تصدر عن تصور شامل للمعرفة بأدوات إجرائية تستنطق النصوص التراثية وتحاورها في سياقاتها العلمية. لقد تعددت الاتجاهات المعاصرة في تحديد مفهوم النص التراثي والبحث عن حدوده ونوعية وحداته وطرق تشكيلها، وشكلت القراءات الجادة له حيزا كبيرا من الاهتمام بتعالياته الجمالية المبثوثة في بنيته النصية، والتمعن في الإمكانات المعرفية للمنجز الراهن والمنجز التراثي لتبيان التفاعل الحقيقي بين الماضي والحاضر.

الكلمات المفتاحية

النص - التراث - القراءة - حدود - بنية النص .