الموروث
Volume 4, Numéro 4, Pages 84-104
2015-10-01

نهج رفاعة رافع الطهطاوي: المشروع الحضاري المناقض للاستبداد

الكاتب : زهيـــر الذوادي .

الملخص

عرف رفاعة رافع الطهطاوي (1801-1873) طهطا والقاهرة وباريس أي أنه فيما بين القرية الصغيرة وعاصمة الفكر التنويري الغربي كان قد اكتشف طبيعة الفوارق المادية والثقافية والحضارية في حياة الناس. كما أن الأزهري الذي اطلع على إنجازات الغرب في جميع مجالات الحياة والتقدّم، حرص بإرادة قوية على التمعن في التراث الفكري والفلسفي الذي رافق وحدد وأثر على تيارات التقدم الأوروبي مما جعله وبعد أن حصل على معرفة دقيقة بالتاريخ والتراث الفكري العربي الإسلامي، وعلى مجريات الواقع الوطني والدولي الذي عاشه، ينتج فكرا ومفاهيم تجعل منه، إلى حد يومنا، مؤسسا لرؤية سياسية واجتماعية وثقافية شكلت قاعدة التيار الإصلاحي والنهضوي التقدمي العربي الإسلامي. كان الطهطاوي أول مثقف عربي تفاعل مع "المسألة الغربية" دون عقد الانبهار المطلق أو الرفض المسبق وهو أول من حاول صياغة مقاربة متوازنة وواعية بمخاطر الانزواء والانغلاق على الذات من ناحية، وبمخاطر الانسياق الكامل في تيار الانفتاح على الآخر من ناحية أخرى. وقد كانت تلك المقاربة أهم إنجاز قدمه للتيار الفكري والسياسي الإصلاحي في العالم العربي والإسلامي، بل يمكن اعتباره المؤسس الأول له.

الكلمات المفتاحية

نهج; رفاعة رافع الطهطاوي; المشروع الحضاري; الاستبداد