الموروث
Volume 4, Numéro 4, Pages 77-83
2015-10-01

صورة الجزائر إبّان العهد العثماني في أدب الرحّالة المغاربة.

الكاتب : محمّد حمودي .

الملخص

للكتابة أسباب وبواعث اختلف بنو الإنسان في اللجوء إليها، باختلاف الطبائع والحاجات والحالات النفسية، حتّمها وجودهم الأنطولوجي منذ خلق البسيطة. فهي تعبير عن أحوال النفس وترجمة للمشاعر، وتصوير لطبائع البشر، وذكر للمناقب، ووصف للمناظر والبلدان، ووصف للعادات والأعراف والتقاليد. والحق "أنّ لكل شيء من العلم ونوع من الحكمة وصنف من الأدب سببا يدعو إلى تأليف ما كان منه مشتتا ومعنى يحدو إلى جمع ما كان منه متفرّقا. ومتى أغفل حملة الأدب وأهل المعرفة تمييز الأخبار وتأليف كلّ نادر من الحكمة إلى مثله بطلت الحكمة وضاع العلم وأميت الأدب ودرس كل نادر" . ونحسب أن أدب الرحلة يدخل ضمن الكتابات التي ميزت الأخبار، ورصدت الآثار، وكان لها فضل كتابة تواريخ الأقاليم، ومصدرا من مصادر التاريخية التي نقلت أخبار الأمم، والجماعات البشرية، طقوسها وطرائق معيشتها، وأحوالها العامة. وعلى هذا الأساس انماز عن غيره من أجناس الكتابة بوصفه "أوسع وأشمل تتداخل فيه المعارف الجغرافية والتاريخية والعمرانية وغيرها وهو شبكة من العلاقات بين المكان والزمان والرحلة واللغة وسياقات الكتابة وظروف التلقي العامة والخاصة" . وفي هذا المضمـار سنعرض إلى رحالين مغربيين ممن زاروا بقاع الجزائر وتجولوا بين أرجائها وطافوا بين نواحيها، فاختلطوا بأهلها وعاشوا بينهم، وقدموا انطباعاتهم حول مشاهداتهم لأقاليمها وتضاريسها، وما تزخر به من مناظر طبيعية خلابة. وجاء الاهتمام بهذين الرحالين لما تتسم به رحلاتهما من وصف دقيق وتصوير بارع حول كل ما شاهداه، فضلا عن الموضوعية والنزاهة التي تتبدى من خلال رحلاتهما.

الكلمات المفتاحية

صورة الجزائر إبّان العهد العثماني في أدب الرحّالة المغاربة.