الممارسات اللّغويّة
Volume 3, Numéro 4, Pages 125-146
2012-12-01

دلائلية الرسم القرآني

الكاتب : عبد الكريم حسين .

الملخص

من المعروف الواضح لكل من عنده بعض الإلمام بقواعد الإملاء في اللغة العربية، أنه قد لاحظ - ولو عرضا- أن الخط الذي كُتِب به المصحف الشريف يختلف في بعض الوجوه عن الإملاء القياسي المتعارف عليه في الكتابة العربية وقد تساءل غير واحد، قديماً وحديثاً، عن سبب هذا الاختلاف. هل هو خاص بالقرآن فقط؟ ومن ثَمّ لا تجوز مخالفته، أم أنه من المتشابه الذي لا يعلم كنهه إلا الله تعالى، أم لأن الخط لم يكن قد تحسّن بعدُ آنذاك. وأما المشتغلون بالقرآن الكريم وبعلومه على الخصوص، ومن لهم إلمام بمسائله، فإنهم يدركون تماما أن هذا الخط ارتضاه الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه آمرا الكتبة1 الذين انتدبهم لمهمة نسخ القرآن في مصاحف قائلا لهم: «إذا اختلفتم أنتم وزيد في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم»2. وتعرف هذه المسألة باسم (مرسوم الخط)، أو (رسم المصحف) أو (الرسم العثماني)، أو (الرسم القرآني) وكل هذه المصطلحات بنفس المعنى. وموضوع الرسم القرآني هو: البحث في الأسباب التي دعت الكتبة إلى كتابة بعض الكلمات بشكل يخالف - أحيانا- الكتابة القياسية، والإملاء العربي المعمول به. ولعل الرأي المعوّل عليه في هذه المسألة - حسب كثير من الباحثين قديما وحديثا- أن ذلك راجع إلى أن الكتبة أرادوا تنبيه القُراء إلى أمور تقتضيها القراءة القرآنية، أو الأحرف السبعة، وتنبيها أيضا إلى اللهجات العربية التي يقال إن القرآن نزل بها.

الكلمات المفتاحية

الرسم القرآني- رسم المصحف- الرسم العثماني- دلائلية الرسم القرآني