معالم
Volume 1, Numéro 1, Pages 94-115
2009-10-01

حركة الترجمة بين اللغة الفرنسية واللغة العربية منذ الثمانينيات من القرن الماضي: "انعكاس للعلاقات الثقافية"

الكاتب : محمد يحياتن .

الملخص

إن الدراسة المقارنة لحركة الترجمة من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية، والعكس من العربية إلى الفرنسية، تقدم صورة مثالية للتبادل الثقافي غير المتساوي بين لغة مركزية أو مهيمنة (الفرنسية) ولغة تقع على الأطراف أو مهيمن عليها (العربية) (1). قد يبدو تصنيف العربية ضمن اللغات الهامشية مفارقا، ذلك أن العربية هي اللغة الأم لأكثر من 200 مليون نسمة، واللغة الثانية على الأقل لـ 100 مليون نسمة أخرى، (ما يجعلها تتبوأ المرتبة الخامسة أو السادسة على الصعيد العالمي) (2)، وهي اللغة الرسمية الوحيدة لـ 17 من بين الـ 22 دولة عضوة في جامعة الدول العربية، وإحدى اللغات الرسمية لخمس دول أخرى (العراق، السودان، جيبوتي، الصومال، جزر القمر)، وكذا لثلاث دول ليست عضوا فيها (إرتيريا، تشاد، إسرائيل). وفضلا عن هذا، إن العربية، منذ 1973، إحدى اللغات الست الرسمية في منظمة الأمم المتحدة. كما هي لغة التعبير المفضلة للإسلام، الدين الذي يعتنقه أكثر من مليار شخص، ومن الوجهة التاريخية، هي لغة ثقافة كبرى على غرار اليونانية، واللاتينية، والصينية. ومع ذلك، فهي من حيث وزنها في التبادلات الثقافية العالمية أو الاقتصاد العالمي للمعرفة، لغة هامشية. في مقدورنا أن نقيس ونقدّر ذلك، باعتماد العديد من المؤشرات، خاصة ـ باقتفاء آثار يوهان هلبرن ـ عبر حركة الترجمة(3): كانت العربية اللغة الخامسة أو السادسة الأكثر استعمالا في العالم، إلا أنها، حسب دليل الترجمات Index Translationum تحتل المرتبة السابعة عشرة من حيث عدد العناوين المترجمة منها (9113)، والمرتبة الثلاثين من حيث عدد العناوين المترجمة إليها (9038) (4). بيد أن قياس الوزن العالمي للعربية من خلال هذا المؤشر يطرح مشاكل مختلفة ينبغي مناقشتها سلفا. حتى وإن كانت هذه المناقشة، كما سنرى، لا تفضي إلى دحض الفرضية التي انطلقنا منها، ألا وهي كون العربية في وضعية المهيمن عليها في التبادلات الثقافية الدولية، كما سيبيّن ذلك فحصنا لحركة الترجمة الحديثة بين الفرنسية، والعربية.

الكلمات المفتاحية

التّرجمة - اللغة الفرنسية - اللغة العربية - القرن 20- الثقافة