الموروث
Volume 1, Numéro 1, Pages 51-66
2012-10-01

الأبعاد الرّوحيّة في شعر لخضر بن خلوف

الكاتب : أحمد بقار .

الملخص

إنّ الشّعر يعطي قيما جماليّة ومعنويّة أرقى ممّا تقدّمه لغة الكلام العادي، هذا بما له من ميزات تتعلّق بالشّكل و المضمون، والشّعر الشّفاهي يصبّ في هذا المصبّ؛ فمن حيث الشّكل يتميّز هذا الشّعر بالوزن والقافيّة، "فالوزن هو توازن صوتيّ بين أغصان الأبيات والأدوار في كميّة ونوعيّة المقاطع، أمّا القافيّة فلكلّ نوع من أنواع الإيقاع (الوزن) نظام للتّقفيّة، فارتباط الشّعر الشّفاهي بالغناء والإنشاد يجعل أوزانه تتنوّع بتنوّع طرق الأداء."1 وينعــت هذا النّوع من الشّعر بالشّفاهية كون المجتمع الّذي كان ينتجه ويتداوله لا يتقن الكتابة، ويتمّ إنتاجه وتناقله عن طريق الذّاكرة أو بعبارة أخرى "لا يعرف للكلمات المفردة وجودا مستقلاّ ولا يفصل بين معاني الألفاظ وجرسها في الكلام، إنّه يقــوم على معــرفة أكبر عدد ممكن من المعاني والصّور والتّعابير والصّيغ والإيقاعات، والأنغـام والمواضيع والمواقف والأحـــداث لدى الشّعراء السّابقين والمعاصرين ثمّ القدرة على استعمالها في المواضيع المختلفة. "2 وما يتميّز به أيضا ارتباطه بالمناسبات (الأعراس، المآتم، الأعمال، المناسبات الدّينيّة، مثل: رجوع الحُجَّاج من البقاع المقدّسة) هذه كلّها تجعله يثير الإحساس بالمشاعر المنسجمة مع هذه المناسبة (فرح ، حزن ،خشوع...إلخ) .كما يعكس هذا الشّعر بنية المجتمع الّذي أنتج فيه، كالنّظام العشائريّ، والنّمط المعيشيّ (الحلّ والتّرحال، الطّابع الزّراعيّ المألوف ...)، والعلاقات الاجتماعيّة: كالزّواج ونمطه المفضّل من الأقارب أو الأباعد، وكذا علاقات ما قبل الزّواج (الإعجاب، التّعارف، الخطوبة)، وعند الزّواج التّفاؤل بالعروسة والإشادة بها، كما تقدّم لها النّصائح والإرشادات. ويصوّر مظاهر التّكافل الاجتماعيّ (الكرم، نبذ الظّلم، كفّ اللّسان عن النّاس، وعدم الطّمع ممّا بين أيدي الآخرين...)، ويظهر مؤكّدا الأعراف السّائدة مثل: إصلاح ذات البين ما بين أفراد العشيرة.

الكلمات المفتاحية

الأبعاد الرّوحيّة; شعر; لخضر بن خلوف