الموروث
Volume 1, Numéro 1, Pages 27-41
2012-10-01

التّناص في شعر سيدي لخضر بن خلوف

الكاتب : أحمد قنشوبة .

الملخص

تعدّ مصطلحات : التّناص، والنّصّ الغائب وتداخل النّصوص من المفاهيم الجديدة المرتبطة بالاتّجاهات النّقديّة الحديثة، والّتي تنظر إلى النّصوص الأدبيّة على اعتبار أنّ لها علاقات تداخل بأعمال أخرى متزامنة معها، أو سابقة لها: يقوم الشّاعر بتضمينها بوعي أو دون وعي في عمله الأدبيّ؛ إذ لا يستطيع الأديب أو الشّاعر، مهما كانت قدراته على الإبداع، أن يدّعي أنّه يمارس الكتابة من لا شيء؛ فالنّصّ (الغائب) على اختلاف نسب حضوره هو لا محالة جزء من النّصّ (الماثل) الّذي ينشئه الأديب أو الشّاعر. ويعود الفضل في اكتشاف هذا المصطلح (التّناص) الّذي اشتهر كثيرا في الدّراسات الأدبيّة والنّقديّة إلى النّاقدة جوليا كريستيفا الّتى استعملته لأوّل مرّة سنة 1966م، متأثّرة بدراسات باختين عن مواطنه الأديب الرّوسيّ دوستويوفسكي، وكلامه عن الحواريّة Dialogue)) وتعدديّة الأصوات (Polyvonie)، ثمّ شاع هذا المصطلح والمفهوم كثيرا في الدّراسات الأدبيّة البنائيّة عند تودوروف، ورولان بارت وكريستيفا نفسها، لكنّ هل هذا المفهوم جديد كل ّالجدّة ؟ طبعا، لا يمكن القول بهذا؛ لأنّ النّقاد والدّارسين للأدب قد أحسّوا منذ القديم «بأنّ دراسة أعظم الأدباء لا يمكن أن تدور في فلكهم وحدهم لأنّ مثل هذه الدّراسة لا تكفي وحدها في تحقيق المعرفة الكاملة ، ذلك أنّ معرفة الخَلَف ينبغي أن ترتبط بمعرفة السّلف، وأكثر المبدعين أصالة هو من كان في تكوينه رواسب من الأجيال السّابقة »(1). ولهذا ساد هذا الإحساس عند أصحاب المنهج التّاريخيّ في النّقد ، كما أشار إليه أيضا الشّكلانيّون الرّوس. وهكذا فإنّ الأدباء عموما يعيشون وسط فضاء ثقافيّ تتلاقى فيه خطابات عديدة، والأديب يتلقّف بشخصيّتة المثقّفة وحساسيّته الخاصّة كلّ هذه الخطابات، وتشكّل لديه مَعِينًا يُسْعِفُه في تجاربه الشّعريّة، ويستدعيه عند الحاجة .

الكلمات المفتاحية

التّناص;شعر; سيدي لخضر بن خلوف