منيرفا
Volume 2, Numéro 1, Pages 83-96
2016-06-05

معضلة العنف عند حنة أرندت

الكاتب : سامي غابري .

الملخص

يتنزل التفكير في العنف ضمن إطار الفلسفة السياسية وما تثيره من أسئلة وإحراجات بخصوص الممارسة.في هذا الإطار تتأكد وجاهة استكشاف معنى العنف عند حنة ارندت والأدوار الحاسمة التي لعبها في تاريخ إنسانية. لم تكن حنة أرندت معنية بضبط مفهوم مجرد أو بناء نظرية متماسكة حول العنف، كان يهمها أكثر التركيز على نماذج محددة تجسد واقعية الممارسة العنيفة وتاريخيتها كما هو الأمر مع التجربة النازية والتجربة الستالينية. من وجهة نظر حنة أرندت يعتبر العنف معضلة، وذلك لن" تاريخ إدانة العنف لم يمنع حصوله على مدى التاريخ، فمن المفارقة أن لا أحد يدعم العنف ومع ذلك يسود العنفُ. إن التركيز على بعض النماذج العنيفة يعبر لدى حنة ارندت عن هو ماركسي يقطع مساره من الواقع إلى الفكر لا من الفكر إلى الواقع. ومن جهة ثانية يستجيب تفكير حنة ارندت في مسألة العنف إلى دفع مظلومية اليهود الذين اضطهدتهم أنظمة عنيفة. من الوجيه إذن معرفة آليات اشتغال العنف في الأنظمة الكليانية، أي الأنظمة التي تجعل من العنف ايديولوجيا.إن أخطر أنواع العنف هو العنف السياسي الذي تمارسه الأنظمة المستبدة وذلك لتعدد ضحاياه ثم للتبرير الايديولوجي الذي يصاحبه، إنه ضرب من الإرهاب تمارسه الدولة بكل وعي. تكمن أهمية التفكير في العنف في معرفة حقيقته المركبة وتجاوز الأحكام المتسرعة حوله وعدم الاكتفاء بإدانته. هذه الأهداف تهيئ أرضية صلبة لتجاوز العنف أو الحد منه قدر الإمكان ،ومن ثمة بناء قيم السلم والتعايش والحوار... هذا هو واحد من أهم الرهانات العملية للفلسفة السياسية.

الكلمات المفتاحية

حنة أرندنت، الشمولية، التحولات السياسية، الاضطهاد