منيرفا
Volume 2, Numéro 1, Pages 55-62
2016-06-05

كروتشيه ومعالم الهيجلية الجديدة

الكاتب : زهية عتوتي .

الملخص

لا نعتقد أن دارس الفلسفة والمشتغل باشكالياتها المؤسسة لجوهر الخطاب الفلسفي بإمكانه تعقب صيرورة هذا الحس النقدي الأصيل دونما عودة ملزمة فرضتها تيارات ومدارس كبرى كان لمفكريها منعطفا حاسما في تاريخ الفكر والمعرفة،فلا يمكننا إثارة السؤال الفلسفي دونما عودة إلى هذا التراث إما تأملا أو تجاوزا .في هذا السياق لم تكن الفلسفة المعاصرة منقطعة عن التراث الفلسفي السابق بدءا من التأصيل الإغريقي للحظة الفلسفية ،بالمقابل هناك عودة للفلسفة الحديثة وتجديد القراءة لتياراتها والانفتاح على مجالات البحث المثارة. من أهم هذه التيارات الفكرية ما يسمى "بالهيجلية الجديدة"التي تدين في منطلقها الأول إلى هيجل باعتباره الفيلسوف الذي استطاع أن يفرض حضوره القوي في الفكر الغربي عبر تعدد مجالات البحث وتنوعه "يدين التناول التاريخي للفن والدين والأدب بصورة لا تقل عما تدين بها الفلسفة بالكثير لهيجل ،وربما لم يكن لمفكر أخر منذ كانت باستثناء نيتشه تأثير يمكن أن يقارن بتأثير هيجل"1 .أما في الفكر العربي فحسن حنفي يعتبر أن فلسفة هيجل من أوع ما شهدته الإنسانية في تاريخها من مذاهب فكرية ،إن لم تكن أروعها على الإطلاق ،فهيجل هو الذي يقسم الفلسفة الأوربية إلى حديثة ومعاصرة وهو الذي يقسم العالم الى معسكرين رأسمالي واشتراكي ،إنه انقسام عبرت عنه تيارات الهيجلية الجديدة التى انطلقت من مرجعية هيجلية لتشكل حسب رينيه سرو عودة إلى هيجل بعد أفول طويل وتحتل الصدارة من خلال اقترانها بتيارات شديدة التعارض أحيانا.

الكلمات المفتاحية

الهيجلية، مابعد هيجل، نقد هيجل، الهيجلية الجديدة، كروتشيه