التحبير
Volume 4, Numéro 3, Pages 99-108
2022-12-31

اللهجات العربية في ظل نظرية الخفة والثقل- رؤية ابن جني في كتاب الخصائص

الكاتب : طويل مصطفى .

الملخص

اللغة العربية مختلف بناها مبنية وفق نظرية الاستخفاف والاستثقال، هذه الأخيرة مقاييسها منضبطة تحت ضابط الاطراد والشذوذ ذي الضربين المشكلين في الثنائيتين التاليتين: أ- المطرد في الاستعمال المطرد في القياس، ويقابله الشاذ في القياس الشاذ في الاستعمال. ب- وثنائية المطرد في القياس الشاذ في الاستعمال والمطرد في الاستعمال الشاذ في القياس. فالمطرد في السماع والقياس هو أعلى مستوي البنى الخفيفة على اللسان والأذان. وأما مقابله الشاذ في القياس والاستعمال فهو ما يعتريه الثقل الذي يعتريه النفور والثقل. فاللغات الواسعة الدوران في المدن والحواضر هي تلك التي ألفظها تتجنب الثقل في جرسها على الأذن وذلك لأن كثرة استعمال الألفاظ- الاطراد- يحدث في اللغة الكثير من الوضوح ويجنب اللبس والثقل. وعكسها تلك اللهجات الضيقة الدوران على الألسنة – وهي ما شذ فيها شيء في القياس أو السماع- فإنها تكون في بناها عسيرة علىء في الاستعمال وقوي في القياس كان استعمال اللسان تنبو منها الأذان. وإذا تعارض القياس الشاذ مع الاستعمال المطرد غلب الاستعمال إذا كان منقادا غير متأب، وإذا شذّ الشي ء في الاستعمال وقوي في القياس كان استعمال ما كثر استعماله أولى وإن لم ينته قياسه إلى ما انتهى إليه استعماله. إذا فشوّ الشيء في الاستعمال وقوته في القياس فذلك ما لا غاية وراءه، ومقابله إذا ضعف الشيء في القياس ، وكان قليل الاستعمال فهو المرذول المطّرح، وإن ورد منه الشيء القليل. و على العموم فإن هذا الخلاف بين اللهجات إنما هو شيء يقع في الفروع وهو يسير، وأما الأصول وما عليه العامة والجمهور فلا خلاف فيه ولا مذهب للطاعن به كما يقول ابن جني. وقد سقنا موضوعنا هذا في دائرة أكبر هي ظاهرة التهذيب اللغوي المبنية على أساس الاستخفاف اللغوي في كل المستويات وخاصة الصوتي والمعجمي منهما.

الكلمات المفتاحية

اللهجات العربية ; نظرية الخفة والثقل ; كتاب الخصائص ; ابن جني