الخطاب
Volume 8, Numéro 15, Pages 49-74
2013-06-01

الصّمت والنصّ المفتوح قراءة في رواية فردوس لمحمّد البساطي

الكاتب : الباردي محمد .

الملخص

يعتبر الصّمت عمليّة خطابيّة واعية أو غير واعية، تظهر داخل النصّ وتحيل مباشرة على التّلفّظ. وهو يعني عدم تحقّق فعل تلفّظ، كان من الممكن أو من الواجب أن يحدث في وضعيّة معيّنة هي "مجموع الظّروف النّفسيّة والاجتماعيّة والتّاريخيّة الّتي تتحكّم في إرسال ملفوظ في لحظة زمنيّة ما وفي مكان ما" على حدّ عبارة "دوبوا". ويذكر المختصّون في نظريّة الخطاب سببين يولّدان الصّمت في الخطاب الأدبيّ هما العجز والرّفض. يعود العجز إلى افتقار لغويّ، شأن الحبسة، أمّا الرّفض فمنشؤه تمرّد يتّجه نحو الخطاب الاجتماعيّ الّذي يرفضه المتكلّم أو نحو المخاطب الّذي يرفض عرضه للتّواصل .إنّ الصمت في النصّ الأدبيّ أو بالأحرى في النصّ الرّوائيّ، هو بمثابة فعل "لا كلام" أو "لا كلمة" تنتج نقصاً في الملفوظ. وهذا الفراغ النصّي هو بطبيعة الحال علامة لا تقلّ أهمّية عن علامة الكلام. وعل عكس أفعال القول والكتابة اللّذين يتجسّدان بواسطة الكلام والكلمة، فإنّ فعل اللاّ-كلام لا ينتج ملفوظاً لغويّاً، ولكنّه ينتج فراغاً نصّياً وبياضاً ونقصاً، ولكنّه يمثّل جزءا لا يتجزّأ في التّأليف ويعني أحياناً أكثر ممّا يعنيه الكلام. يقول "ريلكه" في إحدى رسائله"كيف تتحمّل وكيف تنجو بالمرئيّ إذا لم يكن ذلك بواسطة لغة الغياب واللاّمرئيّ الّتي نتكلّمها".

الكلمات المفتاحية

--