الوقاية والأرغنوميا
Volume 16, Numéro 3, Pages 9-36
2022-12-11

أهمية الإبلاغ عن الوقائع في القطاع الصحي في حماية المرضى ومقدمي الرعاية والوقاية من الحوادث

الكاتب : بوظريفة حمو .

الملخص

تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية، 2019 WHO، إلى أن هناك 421 مليون حالة دخول إلى المستشفى في العالم سنويًا، وحوالي 42.7 مليون واقعة ضارة (adverse events)، تحدث للمرضى أثناء هذا الاستشفاء. وباستخدام تقديرات متحفظة، تظهر أحدث البيانات أن ضرر المريض هو السبب الرئيسي الرابع عشر (14) للمرض والوفيات في جميع أنحاء العالم. كما تظهر نفس التقديرات إلى أنه في البلدان ذات الدخل المرتفع، يتضرر ما يصل إلى 1 من كل 10 مرضى أثناء تلقي الرعاية في المستشفى (مايكل وآخرون، 2017، Michel et al.,). قد يحدث الضرر بسبب مجموعة من الوقائع أو الوقائع السلبية، غير أنه يمكن تفادي ما يقرب من 50٪ منها. ففي دراسة عن تكرار الوقائع الضارة وإمكانية الوقاية منها في 26 دولة منخفضة ومتوسطة الدخل، كان معدل الوقائع الضارة حوالي 8٪، منها 83٪ كان من الممكن منعها و30٪ أدت إلى الوفاة. علما بأن ما يقرب من ثلثي جميع الوقائع الضارة تحدث في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. وهناك كذلك عواقب وخسائر اقتصادية لمنظمات الرعاية الصحية ناتجة عن الأخطاء الطبية والتمريضية، حيث يتم إهدار أكثر من 15%، من الإنفاق الصحي على تكاليف العلاج الإضافي في المستشفى، والتقاضي، والعواقب الأخرى للوقائع الضارة ونقص الجودة (منظمة الصحة العالمية، 2019 WHO). عموما، لقد أبرز الباحثون منذ التسعينات الحاجة إلى جمع المعلومات وإعادة تصميم أنظمة المستشفيات لتقليل الأخطاء في الرعاية الصحية. منذ ذلك الحين، تم تطوير العديد من الاستراتيجيات والأدوات لتحديد وتقليل الأخطاء ولكي يكون الإبلاغ عن الوقائع أكثر موثوقية، يجب على كل من الأطباء والممرضات على وجه الخصوص تقديم تقرير تمثيلي عن الأخطاء التي تحدث في المستشفيات (ليب، 1994، Leape). ذلك أن هناك احتمال لارتكاب الكثير من المهنيين لأخطاء من حين لآخر خاصة بالنسبة لبعض المهن المعقدة مثل الرعاية الصحية (كليري وآخرون، 2018، Cleary et al., )، ومع ذلك يبقى أن التعلم من هذه الأخطاء يمثل خطوة أساسية في تحسين جودة الرعاية وتعزيز سلامة المرضى (إليس وأبوت، 2019، Ellis & Abbott,). تشير الدلائل إلى أن معظم المنظمات لا تزال تكافح لتبني بيئة خالية من اللوم والذنب، مما يجعل العمل المستمر لتحقيق مثل هذه البيئة ضرورة بغية خلق ثقافة تركز على التعلم من الأخطاء الوشيكة أو السلبية بدلاً من التركيز على "اللوم والعار" "والعقاب اللاحق" للاستفادة من فوائد نظام إبلاغ وطني طوعي وسري للوقائع السلبية أو الوشيكة (ستكلوفي وآخرون، 2017، Sutcliffe et al.,). غير أن الأمر قد لا يكون هينا في ظل عدم التحديد الدقيق لما يمكن اعتباره أو تسجيله كواقعة ناهيك عن وجود بعض معوقات للتبليغ عن الوقائع إلى جانب الحاجة إلى توفير الوسائل والأدوات المنهجية المناسبة لتفعيل هذه العملية. لذلك جاءت هذه المقالة للكشف عن مفهوم الواقعة وأهمية الإبلاغ عنها لحماية المرضى والوقاية من الحوادث بالإضافة إلى طرح مختلف العوائق وصعوبات التبليغ عن الوقائع وكيفية التعامل معها وتبسيطها إلى جانب التعرض لمختلف الصعوبات كما هو الحال لبناء الوسائل والأدوات المنهجية المتداولة أو المستعملة في عملية تحقيق فعالية ونجاعة أفضل لتسجيل الوقائع.

الكلمات المفتاحية

الواقعة، السلامة، المريض، الإبلاغ، العوائق، الرعاية الصحية.