الخطاب
Volume 6, Numéro 9, Pages 51-76
2011-06-01

دور أشكال التبئير في البناء العاطفي لرواية "الانطباع الأخير" لـ: مالك حداد

الكاتب : بشـار سـعيدة .

الملخص

لم يُشكّل البحث عن الأثر العاطفي فيما مضى حقلاً دراسيًا خاصًّا به، بعيدًا عن الحقول الأخرى الّتي تناولته كلّ واحدةٍ منها على حده من زاويتها كالطب، وعلم الأخلاق، وعلم النفس...وغيرها، ولكن ما كان يُثيرنا بالدّرجة الأولى هو تشكّل، وطريقة بنائه في الأعمال الأدبية وكيف تمّ توظيف العواطف للانتقال من اللاّ فعل إلى الفعل، فلا يُمكن تصوّر ذاتٍ تقوم بأيّة حركة أو تُلقي بأيّة كلمة دون دوافع وجيهة تكون سببًا للإلقاء إلى عالم الوجود، ونحن حين نقرأ الرّوايات والقصص، ونشعر بتلك العواطف تتسرّب منها، ثمّ سرعان ما تتبدّد كالسّراب مع مضي الزّمن يطاردنا ذاك التساؤل: مادامت تلك العواطف حقيقة موجودة يضمّها العمل الأدبي، وتمكنت من التّسرب إلينا فكيف تمّ بناؤها، وكيف تمّ رسم معالمها، و كيف نُشرت على الصّفحات بذاك الهدوء الّذي جعلها تغيب عن تفكير النّقاد، فكثيرًا ما اشتغلوا في الحقل السيميائي على الأحداث والشّخصيات، والمكان والزمان، ولكن ما مكانة العواطف من كلّ تلك الدّراسات، رغم أنّها تُشكّل الشرط القبلي لها، لقد تجرّأ على خطوة ملامستها في مراحل سابقة: "إيرمان باري"(Herman Parret) في كتابـه:(Les passions « Essai sur la mise en discours de la subjectivité) والصادر عام 1986، و"غريماس" (Grimas) في كتابه: "المعنىII" (Du sensⅡ)، والصادر عام 1983، ولكن الإجراءات الفعلية للدّراسة لم تدخل الميدان إلاّ عام 1991 مع صدور كتاب: "سيمياء العواطف" الّذي حاول من خلاله كلّ من "فونتاني" (Fontanille) و"غريماس" (Greimas) تحديد الإجراءات الكفيلة بدراسة العواطف، وكما قال "فونتاني" فإن الهدف من خلال تلك الدّراسة هو: "محاولة التّعرف على بنية البعد العاطفي داخل الخطاب، وليس تقديم تفسيرٍ له .

الكلمات المفتاحية

--