الوقاية والأرغنوميا
Volume 5, Numéro 3, Pages 52-76
2011-12-28

اشكال العنف عند الشباب داخل الوسط الحضري في الجزائر – دراسة حالة لأحياء مدينة وهران

الكاتب : بوعبد الله قـاسمي .

الملخص

الملخص: صار العنف ظاهرة يصعب على الجميع التحكم في ميكانيزمات صيرورة تطورها ويصعب أكثر الوصول إلى قوانين لضبطها أو للقضاء عليها، الجميع قد عجز لأن يجد معادلة منطقية تمكن المجتمع من تجنب عواقبها. الشباب في مجتمعنا صار ضحيتها وعنصرا أساسيا فيها وأداة فعالة في انتشارها. لقد ساعدت الكثير من العناصر سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة في خلق ظروف وأسباب تؤدي بهذه الفئة من المجتمع لأَنْ تمارس العنف وذلك لا لأجل الغاية منها أو حبا فيها، بل لأنه لم يجد منفذا آخر يساهم به ويعبر من خلاله عن أزمته ومشاكله ومعاناته اليومية ويطالب بحقوقه ما دامت عليه واجبات مثل حقه في العمل والتعليم والسكن وأشياء أخرى تدخل في إطار التنشئة الاجتماعية والمواطنة. وجد الشباب اليوم نفسه داخل دوامة من المتضادات لا يحسن التعامل معها ولا يفقه محتواها ولا يعي عواقبها بحكم سنه ونقص خبرته وتجاربه في الحياة وبالتالي نهج الوسيلة الأسهل التي يحسن التعامل معها والتي لا تشترط عليه أي شرط سوى أن يحقق بها وفيها ومنها ومن خلالها غايته وحقه المهضوم بممارسته للعنف، ولأنه لا يحسن وسيلة أخرى غيرها بحكم انه نشأ في أحضانها وتغذى من ثدي خبثها يستعملها وتستعمله في آن واحد وبالتالي هو الجاني والضحية في قالب أحادي. شباب أحياء مدينة وهران هم إلا عينة من الشباب أحياء المجتمع الجزائري الذين صاروا عرضة لجميع الهزات والإهانات والأزمات الاجتماعية أين يكون هو الضحية الأولى لفشل البرامج الاقتصادية والسياسة الإدماج. القضية الأمنية في أحياء مدننا زادت حدة وتعقيدا وانتشارا مما أدى إلى فقدان المؤسسات التنشئة الاجتماعية لمصداقيتها وقيمتها ومما سهل من تكوين جماعات أشرار وعصابات إجرامية وجنوح لشباب وتفكك للأسر وكانت من نتائجها تكوُن جوا من الخوف والرعب مما زاد من الحدة الوضع توثرا ونشوء الشعور باللاأمن اليومي بين جميع أفراد داخل المجتمع.

الكلمات المفتاحية

الشباب، العـنـف، الأسـرة، المـدرسة، الحي، الوسـط الحضـري، التنشئة الاجتمـاعية، التـسرب المدرسي.