سلسلة الأنوار
Volume 9, Numéro 2, Pages 130-147
2019-11-30

دور اللغة في عملية التواصل والاتصال

الكاتب : درقام الزهرة .

الملخص

لا غرو أن التواصل هو المفهوم الأكثر مركزية في علم الاجتماع الألماني المعاصر. إنه يمثل بالنسبة إلى هابرماس ونيكلاس لوهمان نقلة براديجمية، أو نقلة تواصلية، يعني ذلك أن مفهوم التواصل أصبح ضروريا من أجل وصف وتشريح البناء الاجتماعي، حيث اللغة تمثل أرقى أنواع التخاطب والتواصل، فقد عزا إليها رومان ياكبسون R.Jakobson ست وظائف أساسية تلخص مستويات التواصل والتخاطب، ومستويات الممارسة وهي: الوظيفة التعبيريةfonction expressive، الوظيفة المرجعية، fonction référentielle، الوظيفة التأثيرية fonction conative، الوظيفة الشعرية fonction poétique، الوظيفة ما بعد اللغويfonction métalanguistique ؛ والعقل التواصلي هو فاعلية تتجاوز العقل المتمركز حول الذات والعقل الشمولي المنغلق، فهو أكثر كفاءة وحداثة فالنشاط الاتصالي يسعى إلى وضع شروط فاللغة وسيلة للتواصل بين الأفراد على نظام الحوار المستند إلى أدلة وحجج عقلية فهو أكثر كفاءة وحداثة. فالنشاط الاتصالي يسعى إلى وضع شروط فاللغة وسيلة للتواصل بين الأفراد على نظام الحوار المستند إلى أدلة وحجج عقلية فهو أكثر كفاءة وحداثة فالنشاط الاتصالي يسعى إلى وضع شروط النشاط التواصلي طريقا لانفلات من فلسفة الذات والتحرر، وتجاوز للتصورات التقليدية للعالم، وقد تحقق مفهوم التواصل كنظرية علمية بداية مع الأمريكي جورج هربرت ميد ونظريته عن التفاعل الرمزي. إن ميد دافع عن فكرة أن التواصل هو المبدأ المؤسس للمجتمع. وهو يفهم التواصل كتدخل للآخر في تكوين وبناء الأنا أو الهوية. إن الأنا بالمعنى الترنسندنتالي، المكتفي بذاته، لا مكان لها في عالم التواصل. والوعي في نظره إمكان وليس بناء قبليا. فلا تحقق للوعي خارج التفاعل الاجتماعي، خارج التواصل، وفي استقلال عن بقية أعضاء المجتمع، وعليه هل استطاع هابرماس في مشروعه التواصلي من بناء أطروحة لغوية حجاجية يجمع فيه الأطراف المتنازعة وفق حوار بريء لا يتلاعب برغبات المواطنين من طرف محترفي وسائل الإعلام ؟ وهل بإمكان الترجمة بلوغ الإجماع الثقافي وتجاوز الاختلاف الانطولوجي؟ وما دور الترجمة في تحقيق التواصل الاجتماعي والمعرفي؟

الكلمات المفتاحية

التواصل – اللغة – التداولية – الاتصال – النقد – العقل – الأخلاق