مجلة تاريخ المغرب العربي
Volume 8, Numéro 1, Pages 61-81
2022-06-30

السياسة الأمريكية تجاه منطقة المغرب العربي خلال إدارة الرئيس بل كلنتون 1992 – 2000

الكاتب : الزوبعي بشرى .

الملخص

شهدت الساحة الدولية بنهاية الحرب الباردة تحولات جذرية شملت جميع الأصعدة السياسة والاقتصادية والاجتماعية، والتي أثرت على مجريات العلاقات الدولية ببروز عوامل جديدة غير الدول كالمنظمات الدولية وشركات متعددة الجنسيات التي تتفاعل مع سياسات الدول وتتداخل معها، مما أنتج مرحلة جديدة من التفاعلات بتراجع الاستراتيجيات التقليدية وصعود سياسات أخرى على أساس التغير في المصالح الدولية، وهذا ما أثر على السياسة الخارجية لدول التي عرفت تطورات في هذه المرحلة وأصبحت تركز على تحقيق أهدافها ومصالحها الدولية. ومن هذا المنطلق عملت الولايات المتحدة الأمريكية على البحث عن استراتيجية جديدة ورسم خارطة جيواستراتيجية للعالم والسعي على بسط قواتها على المناطق الاستراتيجية دون الأخذ بعين الاعتبار لمبدأ احترام مناطق النفوذ للدول كما كان سائدا في فترة الحرب الباردة. ولذا أصبحت السياسة الخارجية الأمريكية تقوم أساساً على البحث عن الأهداف الاقتصادية والأمنية في العالم لتشمل بذلك منطقة المغرب العربي التي اعتبرتها ضمن أولويات سياستها الخارجية بعد الحرب الباردة، ومن اجل تجسيد ذلك عمدت على وضع آليات سياسية واقتصادية لربط المصالح الأمريكية بالمنطقة المغاربية، بعد تهميش طويل للمغرب العربي في السياسة الخارجية الأمريكية، وخصوصاً بعد اعتماد واشنطن المتزايد (في تلك الفترة) على النفط الإفريقي في إطار خيارها الجديد المتعلق بتنويع مصادر إمداداتها النفطية، بتخفيف تبعيتها لنفط الشرق الأوسط. واستراتيجية، تتعلق بمزاحمة القوى الكبرى ذات النفوذ التقليدي في المغرب العربي (فرنسا)، علاوة على الدول الأخرى الصاعدة والتي بات لها موضع قدم في المنطقة (خاصة الصين). بات المغرب العربي يشكل أهمية إستراتيجية من منظور أمريكي. فبعد الحرب الباردة، صار العالم بأسره محط اهتمام الولايات المتحدة الأمريكية، فقد راجعت الأخيرة مبدأً كان سائداً طيلة الحرب الباردة، وهو "احترام خرائط النفوذ" بين القوى الكبرى. وبما أن المغرب العربي يعتبر "مجال محجوز" للنفوذ الفرنسي. تاريخيا، وكان المغرب العربي يعتبر كمنطقة هامشية في السياسة الخارجية الأمريكية، غير أن نهاية الحرب الباردة ومنذ منتصف تسعينيات القرن الماضي (تحديداً) عرفت السياسة الأمريكية تحولا تجاه المنطقة، إذ راجعت أمريكا مبدأ احترام خرائط النفوذ. وذلك، كان نتيجة لاعتبارات اقتصادية-استراتيجية في البداية، تتعلق بغزو أسواق منطقة المغرب العربي بالمنتجات الأمريكية والاستثمار في قطاع الطاقة على وجه الخصوص في الجزائر مزاحمة بذلك النفوذ الفرنسي والانتشار الصيني.

الكلمات المفتاحية

المغرب ; السياسة الامريكية ; تجاه المغرب ; بيل كلينت