عصور
Volume 21, Numéro 1, Pages 392-409
2022-07-05

دور المعلم الفرنسي تكوين النخب الجزائرية وصنع وعي جديد لديهم

الكاتب : صافر فتيحة .

الملخص

للمعلم دور عظيم في صناعة الأجيال وبناء العقول، فهو المصدر الذي يأخذ منه النشء المتمدرس علمهم، وهو القدوة ا لذي يؤثر على سلوكهم الدراسي والإجتماعي لأنه يدخل إلى حياتهم مجموعة من المبادئ والقيم والتصرفات التي تؤثر في حياة طلابه . لعب المعلم الفرنسي وكذلك الجزائري الذي تكون في مدارس المعلمين الفرنسية الإستعمارية دورا محوريا في حياة الكثير من الجزائريين وكان له الأثر البالغ على مسار حياتهم المستقبلية، فمن خلال دروسه وعلومه ومعارفه، تمكنوا من الإطلاع على عوالم ومعارف واسعة، ومن خلال الإحتكاك المباشر به اكتسبوا لغة جديدة عرفتهم بأسباب ووسائل الحضارة الغربية، و القدرة على ترقية وتحسين أوضاعهم ، فقد كان المعلم بالنسبة لهم نموذج الرجل الغربي الناجح الذي يمكن الإقتداء به، في المقابل كان على المعلم الفرنسي الذي تكون في أعرق مدرسة فرنسية لتكوين المعلمين ببوزريعة ، أن يعمل على تكريس سياسة فرنسا الإندماجية وصناعة جيل من الجزائريين متأثر بالحضارة الغربية ومؤمن بفرنسا بلد الحقوق والحريات. فالمعلم الفرنسي كان الأداة الثالثة بعد الجندي والمعمر لترسيخ الوجود الفرنسي ووضع الأسس لمجتمع جديد يقبل الوجود الفرنسي والحضارة الغربية. استطاع المعلم الفرنسي أن يوجد له مكانا في وسط المجتمعات القروية المنغلقة بفضل ما كان يقدمه من خدمات لا تقل أهمية على الدروس التي كان يعطيها للأطفال الجزائريين، من نصائح للأهالي حول كيفية تحسين منتوجهم الفلاحي أو إرشادهم إلى ما يمكنهم من تحسين أوضاعهم الحياتية.

الكلمات المفتاحية

التعليم ، المدرسة الفرنسية، المعلم ، السياسة الفرنسية، النخب الجزائرية،الأهالي