أسئلة و رؤى
Volume 2, Numéro 4, Pages 54-64
2021-06-01

العنف المسلط على النساء و الارهاب: أية علاقة؟

الكاتب : أمال قرامي .

الملخص

وفّرت شهادات العائدات من بؤر التوتّر، والمُرحّلات من مناطق النزاع، والحوارات الصحفية التي اجريت مع النساء القابعات في السجون أو العالقات في المخيمات (الهول، نينوى، ...)مادّة ثريّة تساعد الباحثين والباحثات على تحديد أسباب الانخراط في العمل الإرهابيّ أو الانتماء إلى الجماعات المتشدّدة أو "الهجرة" إلى "دولة الخلافة الإسلامية" (داعش) . وبقطع النظر عن مدى "صدقية' هذه الروايات فإنّ التفاصيل التي قدّمتها فئة من الشابّات والنساء، وردود أفعالهنّ إزاء بعض الأسئلة المطروحة عليهنّ تدفع البحاثّة المهتمين بدراسات الصدمات ' Trauma studies أو بالدراسات الجندريّة/النوع الاجتماعيّ إلى التأمّل في تجربة السفر إلى العراق أو سوريا أو ليبيا وآثارها في حيوات النساء، وتحليل الانعكاسات المترتّبة عن عيش الشابّات والنساء في المخيّمات أو السجون إن كان على المستوى النفسي أو الاجتماعي. وقد تفطّنا بعد الاطلاّع على عدد هامّ من النصوص المرئية(التحقيقات الصحفية، الفيديوهات ، الأفلام الوثائقية،..) والتسجيلات المدوّنة، والكتب والدراسات، وإجرائنا لعدد من المقابلات مع النساء المعتقلات في السجون أو العائدات إلى أنّ المادّة غزيرة وذات دلالات مهمّة في تفسير ظاهرة الإرهاب، وتتطلّب توظيف مقاربات مختلفة تتلاءم مع أهداف البحث. وانطلاقا من هذا الوعي المنهجيّ اخترنا أن لا نهتمّ بفئة النساء "الجهاديات" اللواتي يُنظر إليهنّ على أنّهنّ يشكّلنّ خطرا بالنسبة إلى الحكومات، وأن لا نحلّل خطابات من واصلنّ إلى حدّ اليوم، نسج سرديّة''العيش السعيد في ظّل دولة البغدادي" وإعادة إنتاجها، ذلك أنّنا نعتقد أنّ هذه الفئة التي أربكت الصور النمطيّة(المرأة الضعيفة، والجبانة، والرقيقة...)قد استأثرت باهتمام البحّاثة حتى صارت أكثر مرئية من غيرها، وتحوّلت إلى موضوع يشغل أغلب الدول التي تسعى إلى وضع سياسات إدماجيّة تتلاءم مع هذا الصنف من العائدات بالذات حتى تحدّ من ظاهرة التطرّف العنيف.

الكلمات المفتاحية

العنف، النساء، المرأة، الذكورية، الإرهاب